للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عمّا كان صالحهم عليه من الجلاءِ على أن يعملوها ولرسُولِ الله صلى الله عليه وسلم النصفُ مما يخرج منها من ثمر أو زرعٍ، وقد اصطفى صلى الله عليه وسلم من غنائمها صفيَّة بنتَ حُييّ بن أخطب لنفسه، فأسلمت، فأعتقها وتزوجها، وبنى بها في طريقِ المدينةِ بعدما حلَّت.

وقد أهدتْ إليه امرأةٌ من يهودِ خيبر ــ وهي زينبُ بنتُ الحارثِ امرأةُ سلَّام بن مِشْكم ــ شاة مصليَّة (١) مسمومة، فلما انتهش من ذراعها أخبره الذراعُ أنه مسمومٌ، فترك الأكلَ، ودعا باليهودية فاستخبرها: أسممتِ هذه الشاة؟ فقالت: نعم، فقال: «ما أردتِ إلى ذلك»؟ فقالت: أردتُ إن كنت نبياً لم يضرّك، وإن كنت غيره استرحنا منك، فعفا عنها صلى الله عليه وسلم. وقيل: إن بشرَ بن البراء بن مَعْرور كان ممن أكل منها، فمات، فقتلها به. وقد روى ذلك أبو داود مرسلاً عن أبي سَلَمَة بن عبد الرحمن بن عوف».

الكلام عليه من وجوه:

١ ــ حاصل ما ذكره المصنف أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعدما فتح الله عليه خيبر عَزَم أولاً على إجلاء اليهود منها، فسألوه أن يبقيهم يعملوا فيها على أن لهم نصف ما يخرج منها، فوافق بشرط أن يخرجهم منها متى شاء.

أخرج مسلم في صحيحه عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لمّا ظهر على خيبر أراد إخراج اليهود منها، فسألت اليهود رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقرّهم بها، على أن يكفوا عملها ولهم نصف الثمر، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: «نقرّكم بها على ذلك ما شئنا»، فقروا بها حتى أجلاهم عمر إلى تيماء وأريحاء (٢).


(١) مشويّة.
(٢) صحيح مسلم «١٥٥١».

<<  <   >  >>