للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الأزدي إلى شرحبيل بن عمرو الغساني أمير بصرى من قِبَل الروم يدعوه إلى الإسلام.

فأوثقه شرحبيل وقتله صبراً، وكانت العادة قد جرت بعدم قتل الرسل والسفراء مهما عظم الخلاف وكرهت الرسالة.

فلما بلغ الخبرُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم غضب واشتدّ عليه فبعث هذه السرية تأديباً له (١).

وربما كان مقصد النبي صلى الله عليه وسلم أكبر من ذلك، وأنه كان يريد تحرير قبائل العرب القاطنين شمالي الجزيرة العربية من هيمنة الروم، وجعلها تحت رعاية دولة الإسلام.

٤ ــ وقد ذكر الحافظ ابن حجر أن أهل المغازي لا يختلفون في أنها وقعت في السنة الثامنة من الهجرة إلا ما ذكره خليفة بن خياط أنها كانت سنة سبع (٢).

٥ ــ وترتيبه صلى الله عليه وسلم الأمراء وقوله "إن أصيب زيد فجعفر فإن أصيب فعبد الله بن رواحة"، هذا مخرّج في الصحيح بنحوه من حديث ابن عمر (٣).

وفيه دليل على جواز تعليق الإمارة بشرط، وتولية عدة أمراء بالترتيب، كما أفاده الحافظ في الفتح (٤).

٦ ــ وكانت هذه الغزوة هي الأولى التي يتخذ النبي صلى الله عليه وسلم فيها مثل هذا الإجراء من تولية عدد من الأمراء على الترتيب، وربما حمله صلى الله عليه وسلم على ذلك بعد المسافة وقوة


(١) طبقات ابن سعد ٤/ ٢٥٥.
(٢) فتح الباري ٧/ ٥١١.
(٣) صحيح البخاري «٤٢٦١».
(٤) فتح الباري ٧/ ٥١٣.

<<  <   >  >>