للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأنا أشك في هذا الرقم، وأرى أن فيه مبالغة لأسباب منها:

أولاً: أن حشد مثل هذه الأعداد الضخمة ليس بالأمر الهين في وقت قصير.

ثانياً: أن عدد جيش المسلمين كان معروفاً لدى أعدائهم وأنه لا يتجاوز ثلاثة آلاف، فمن المستبعد أن يقابلهم الروم بتلك الأعداد الهائلة.

ثالثاً: أن حصيلة شهداء المسلمين في المعركة لم تتجاوز ثلاثة عشر شهيداً أو أقلّ، مما لا يتناسب مع ما ذُكر من أعداد خصومهم وقوتهم!؟

على أن بعض علماء السيرة كالإمام الزهري (١) لم يحدد عدداً لجيش الروم وحلفائهم، واكتفى بكونهم جموعاً كثيرة، ولعل هذا هو الأصوب والله أعلم (٢).

٢ ــ مقولة عبدالله بن رواحة "يا قوم إن الذي خرجتم تطلبون أمامكم .. "، نقلها ابن إسحاق في السيرة بدون إسناد (٣).

٣ ــ وقد دلت مواجهة الصحابة لهذه الجموع الكبيرة على مقدار ما كانوا عليه من شجاعة وصبر وقوة إيمان في ميادين الجهاد.

٤ ــ رأى بعض المحللين المعاصرين أن تشجيع عبد الله بن رواحة للمسلمين


(١) رواه عنه الطبراني، وقال الهيثمي في المجمع ٦/ ١٦٠: رجاله ثقات. وانظر مرويات الإمام الزهري في المغازي ٢/ ٦٨٤.
(٢) وبعد كتابة هذا رأيت من كتاب السيرة المعاصرين أيضاً من أبدى شكاً فيما ذكر من أعداد الروم ومن معهم ومال إلى ما رجحته، ينظر غزوة مؤتة لبريك أبي مائلة ص ٢٧٩.
(٣) سيرة ابن هشام ٢/ ٣٧٥.

<<  <   >  >>