للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يذكروا فيما سمّوا إلا نحو العشرة. وكرَّ المسلمون راجعين، ووقى الله شرّ الكفرة وله الحمدُ والمنّة، إلا أن هذه الغزوة كانت إرهاصاً لما بعدها من غزو الروم، وإرهاباً لأعداءِ الله ورسُولِه».

الكلام عليه من وجوه:

١ ــ عامة ما أورده المصنف من أحداث الغزوة ذكره ابن إسحاق في السيرة (١)، وبعضه في صحيح البخاري كما أشار المصنف.

٢ ــ ومن براعة خالد بن الوليد العسكرية في هذه المعركة ما ذكره الواقدي أنه عندما تسلَّم خالدٌ قيادة الجيش في المساء غيّر ترتيبه، فجعل مقدمته مؤخرته، ومؤخرته مقدمته، وميمنته ميسرته، وميسرته ميمنته، فلما أصبح من الغد أنكر الروم هيئة الجيش وراياته وحسبوا أنه قد جاءهم مَدَدٌ فرعبوا وانهزموا (٢).

٣ ــ وفي نعيه صلى الله عليه وسلم لزيد وجعفر وابن رواحة وهو على المنبر في اليوم الذي ماتوا فيه قبل أن يأتيه خبرهم آية باهرة ومعجزة ظاهرة من معجزاته صلوات الله وسلامه وعليه.

٤ ـ وفي نعيه صلى الله عليه وسلم للقادة الثلاثة دليل على جواز الإعلام بموت الميت، وليس ذلك من النعي المنهي عنه، فإن المراد بالنهي إذاعة موت الميت في الأماكن العامة مع تعديد شمائله ومآثره ونعته بأنواع المدائح الصحيحة والمكذوبة، هذا هو المنهي عنه (٣).


(١) سيرة ابن هشام ٢/ ٣٧٨.
(٢) مغازي الواقدي ٢/ ٧٦٤.
(٣) تيسير العلام ص ٢٧٩.

<<  <   >  >>