للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

به، وبما أغنَاهم اللهُ به بعد فقرهم، وألَّف بينهم بعد العداوةِ التَّامةِ، فرضوا وطابتْ أنفُسُهم رضي الله عنهم وأرضاهم.

وطَعَنَ ذو الخُويْصِرة التَّميمي، واسمه حُرْقُوص ــ فيما قيل ــ على النبيّ صلى الله عليه وسلم في قِسْمَتِه تلك، وصَفَحَ عنه صلى الله عليه وسلم وحَلُمَ، بعد ما قال له بعض الأمراء: ألا نضربُ عنقه؟ فقال: لا. ثم قال: «إنه سيخرج من ضِئْضِئِ هذا قومٌ يقرؤون القرآنَ لا يُجاوزُ حناجرَهم، فأينما لقيتموهم فاقتلوهم، فإن في قتلِهم أجراً لمن قتلهم».

واستعمل صلى الله عليه وسلم مالك بن عَوف النَّصْري على من أسلم من قومه، وكان قد أسلَم وحسُن إسلامُه. واعتمر صلى الله عليه وسلم من الجِعِرَّانة ودخل مكة، فلما قضى عمرتَه ارتحل إلى المدينةِ، وأقام للناسِ الحجَّ عامئذٍ عَتَّابُ بنُ أُسيدٍ رضي الله عنه، فكان أَوَّل من حجَّ بالنَّاسِ من أُمراء المسلمين».

الكلام عليه من وجوه:

١ ــ تألفه صلى الله عليه وسلم بعض ساداتِ قريش وغيرهم بالعطاء، وعَتَب بعض الأنصار في ذلك، وتطيبه صلى الله عليه وسلم نفوسهم .. كله مخرج في الصحيحين في أكثر من حديث (١).

٢ ــ وقصة ذي الخُويصرة في طعْنه في قسمة النبي صلى الله عليه وسلم مخرجة في الصحيحين من حديث أبي سعيد الخدري (٢).

٣ ــ واستعماله صلى الله عليه وسلم مالك بن عوف النَّصْري على قومه بعد إسلامه ذكره ابن إسحاق في السيرة بدون إسناد (٣).


(١) صحيح البخاري «٤٣٣١»، صحيح مسلم «١٠٥٩».
(٢) صحيح البخاري «٣٦١٠»، صحيح مسلم «١٠٦٤».
(٣) سيرة ابن هشام ٢/ ٤٩١.

<<  <   >  >>