للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الله، فأبى رسولُ الله أن يقْبله منهما هِبةً حتى ابتاعه منهما» (١).

٢ ــ وقد كان في أرض المسجد عند شرائها قبور قديمة للمشركين وخِرَب ونخل، فأمر صلى الله عليه وسلم بالقبور فنبشت، وبالخِرَب فهدمت، وبالنخل فقطع، وجعل في قِبلة المسجد (٢).

٣ ــ وقد اشترك صلى الله عليه وسلم مع أصحابه في بناء المسجد بيده الشريفة، وكان ينقل معهم الحجارة، وكانوا ينشدون أثناء البناء وهم في سعادة وسرور:

اللهم إن الأجر أجر الآخرة فارحم الأنصار والمهاجرة

٤ ــ وفي هذه المشاركة صورة من صور تواضعه الجم صلى الله عليه وسلم ومساواة نفسه بأصحابه في تحمّل المسؤوليات عندما يحمل معهم الحجارة ويشاركهم العمل بيده، ولا يكتفي بالتوجيه العام أو المشاركة الرمزية كما يفعل الزعماء عادة.

٥ ــ وفي بدء النبي صلى الله عليه وسلم ببناء المسجد بمجرد وصوله إلى المدينة دليل على أهمية دور المسجد في الإسلام ومكانته العظيمة، فالمسجد هو بيت الله، ودار العبادة، ومعهد العلم، وفيه يلتقي المسلمون كل يوم خمس مرات فيتعارفوا ويتآلفوا، وهو محور كل مجتمع إسلامي وعلامته الفارقة.


(١) صحيح البخاري واللفظ له «٢٧٧٤، ٣٩٠٦»، صحيح مسلم «٥٢٤».
(٢) صحيح البخاري «٤٢٨»، صحيح مسلم «٥٢٤».

<<  <   >  >>