للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقوله تعالى: {فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ} (١)

وقوله تعالى: {قُلْ مَن كَانَ فِي الضَّلَالَةِ فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمَنُ مَدّاً} (٢)

فإنك إذا أنعمت النظر في الآيات وجدت أن إضلال الله لقوم إنما ترتب على فسقهم وأن إزاعته قلوب آخرين جاء نتيجة اختيارهم طريق الضلال.

إذن فهي نفس الأسباب والمسببات، وما جاء في القرآن مطلقا محمول على هذا الأساس.

وإذا كنت قد وجدت هذا المبدأ واضحا بالنسبة للآيات التي ذكر فيها الضلال والزيغ فإنك كذلك تجد نفس الخط بالنسبة لآيات الهداية: خط الأسباب والمسببات.

قال تعالى: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا} (٣)

فهداية الله لهم جاءت نتيجة جهادهم في دينه.

وقال تعالى: {وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْواهُمْ} (٤)


(١) الصف: ٥.
(٢) مريم: ٧٥.
(٣) العنكبوت ٦٩.
(٤) محمد: ١٧.

<<  <   >  >>