للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وهذان المصدران لا مثيل لهما في العالم في عصرنا الحاضر ولا فيما سبق من العصور، سواء في كونهما مصدرين نهائيين خاتمين لما سبقهما، أوفي كونهما محفوظين من التحريف والتبديل .. فإن القرآن الكريم محفوظ بقوله تعالى:

{إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} (١)

فلا يمكن أن يبدل أويغير أويحرف في لفظ من ألفاظه، ولا في كلمة من كلماته.

والسنة النبوية وإن لم تكن محفوظة في مفرداتها فهي محفوظة في جملتها، لأنها تبيان للقرآن وشرح له كما قال تعالى:

{وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ} (٢)

ولأن اله أمر أهل الإسلام بالأخذ بما جاء به الرسول - صلى الله عليه وسلم - سواء كان كتاباً أم سنة، فقال تعالى:

{وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ} (٣)

ومعنى هذا أن السنة باقية ومحفوظة لأهل الإسلام. والدلة على ذلك كثيرة. كما أنهما لا مثيل لهما في اشتمالهما على كل ما يحتاجه الإنسان من أجل حياة طيبة كريمة في الدنيا والآخرة. قال تعالى:

{وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِّكُلِّ شَيْءٍ} (٤)

وإذا كانت السنة مبينة وشارحة للكتاب فهي بذلك تبيان للتبيان وتوضيح له.

(٣) المصدر الثالث "الإجماع" وذلك في الأمور التي ليس فيها نص من كتاب أو سنة.


(١) الحجر: ٩.
(٢) النحل: ٤٤.
(٣) الحشر: ٧.
(٤) النحل: ٨٩.

<<  <   >  >>