للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

النتائج. فلا مجال هنا في إثبات العقيدة للتقليد، ولا للوراثة، ولا للعادات، ولا للأهواء والشهوات. إنما المجال مجال العقل السليم الحر غير المغلول وغير المكبوت. وسوف نجد في كسيرتنا مع هذا العلم أننا نستل بآيات من كتاب الله تعالى، فلا يقال ولا يحق لأحد أن يقول: كيف تستدلون بكتاب الله تعالى على قضايا قررتم أن العقل هوالحكم فيها؟

لأننا نقول: إننا نستدل بكتاب الله تعالى فيما يعرضه علينا من آيات تحرك عقولنا تفتح لها مجالات البحث والمناقشة والمحاورة، ثم نترك الحكم على النتائج لعقولنا. فكتاب الله لنا هوالنور الذي يشع فندرك به السبيل ونعرف جوانب الطريق ومعالمه، وهوالهدى للضالين، والفيصل في قضايا العالمين. وما تخبط المتخبطون في أمور الدين إلا بسبب اعتمادهم عاى العقل وحده وبعدهم عن كتاب الله وهدى رسوله (صلى الله عليه وسلم) تقليدا للفلاسفة وأشياعهم من متكلمة المسلمين.

ويكفيك دليلا على أن كتاب الله يسلك هذا السبيل بالنسبة للنائين عنه قول الله لنبيه (صلى الله عليه وسلم):

{وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ} (١)

وقوله تعالى:

{فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنتَ مُذَكِّرٌ (٢١) لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ (٢٢)} (٢)

من الذي يجب عليه معرفة الله ومعرفة شرعه ومعرفة العقيدة السليمة؟ تجب هذه المعرفة على كل مكلف:

والمكلف هوالبالغ العاقل، سلين الحواس، الذي بلغته الدعوة. فالمعرفة: لا تجب على الصبي، ولكن تجب على وليهتعليمه العقيدة ومبادئ


(١) الكهف: ٢٩
(٢) الغاشية: ٢١ - ٢٢.

<<  <   >  >>