ولو منعته الصيام أو الذكر لقال:"وكيف أحيا مؤمناً وأنا مقطوع الصلة بالله؟ ".
ولو دفعته إلى منكر لقال لك:"قتلي أهون من إقدامي على معصية الله".
وهكذا لا تجد مؤمناً صادقاً إلا وهو عابد صالح، ولا تجد عابداً صالحاً إلا وهو مؤمن صادق.
فالعقيدة الحية هي: اندفاع في العبادة الحقة، والعبادة الحقة ناشئة عن عقيدة حية.
العقيدة شجرة، والعبادة ثمرتها والعقيدة أصل والعبادة فروعه:
{ألم تر كيف ضرب الله مثلاً كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابتٌ وفرعها في السماء. تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها، ويضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتذكرون}[إبراهيم: ٢٤ - ٢٥].
فمن لا عبادة له فلا عقيدة له، ولذا جاء في حديث صحيح:
"من ترك الصلاة فقد كفر".
وأنت حين تقرأ القرآن الكريم أو الحديث النبوي الشريف لا تجد العمل التعبدي إلا جُزءاً من العقيدة، وفرعاً قائماً على أصولها، وذلك في مثل قوله تعالى:
{إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم، وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيماناً وعلى ربهم