للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال تعالى:

{فطرة الله التي فطر الناس عليها} [الروم: ٣٠]. فطري.

وقال تعالى:

{إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم} [الرعد: ١١]. كسبي.

وجاء في حديث مسلم أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال للمنذر بن عائذ ويلقب الأشج. (أشج عبد القيس):

"إن فيك لخصلتين يحبهما الله: الحلم والأناة". وزاد في مسند أبي يعلى وغيره أنه قال حين قال النبي صلى الله عليه وسلم له ذلك: يا رسول الله: كانا فيّ أم حدثا؟ قال: "بل قديم" قال:

"الحمد لله الذي جبلني (خلقني) على خُلقين يحبهما" (١).

وإذا ثبت أن من الأخلاق ما هو مكتسب ومنها ما هو فطري فإن علينا أن ندرك أن الاكتساب يكون بالعلم، والتدريب وأساليب التربية المختلفة كما يكون بالتقليد والمحاكاة للغير من أب وأم وإخوة وأصدقاء، وغيرهم من أفراد المجتمع، كما يكون للمعارف وأنواع العلوم تأثيرها الأخلاقي كذلك طبيعة الأمكنة والأحوال التي تعيشها الأمة، وأنواع المسارح والملاهي، ودور عرض الأفلام، وجميع أجهزة الإعلام لها تأثير واضح على الأخلاق في تكوينها، وتعديلها، وتغييرها.

وهل يمكن التأثير على الأخلاق الفطرية الطبيعية (أي التي نشأت مع الطفل أو نشأ بها الطفل) أو لا يمكن ذلك؟


(١) شرح مسلم جـ ١ ص ١٨٩، "طبيعي وكسبي".

<<  <   >  >>