للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال الفيلسوف باسكال:"كل شيئ غير الله لا يشفي لنا غليلا".

وقال شاتوبريان: " لم يتجرا على إنكار الله غير الإنسان".

وقال لاتييه: " الكلمة التي تجحد الخالق تحرق شفة المتلفظ بها ".

وقال لوكوردين: " الله هو الشمس الوحيدة التي تمد أشعتها الخالدة الموجودات ".

وقال بيلوتان: " الله هو الأصل والمرجع لكل حياة " (١).

وقال المسيو يوشيف في كتابه المسمى (التذكرة في تاريخ البرهان على وجود الخالق):

" إعتقاد الأفراد والنوع الإنساني بأسره في الخالق إعتقاد اضطراري قد نشأ قبل حدوث البراهين الدالة على وجوده، ومهما صعد الإنسان بذاكرته في تاريخ طفولته فلا يستطيع أن يجد الساعة التي حدثت فيها عقيدته بالخالق، تلك العقيدة التي نشأت صامتة، وصار لها أكبر الآثار في حياته. فقد حدثت هذه العقيدة في أنفسنا ككل المدركات الرئيسية على غير علم منا " (٢).

وأنت لو تتبعت آيات القرآن الكريم - وهي أصدق تاريخ للعقيدة - وخصوصاً الآيات التي تحدثت عن الرسل ورسالاتهم إلى أممهم، لم تستطع أن تعثر على أمةٍ أنكرت وجود الله تعالى وشغل رسولها نفسه بإثبات هذا الوجود، بل الذي ثبت هو اعتراف الجميع بوجود خالق مدبر فاعل حكيم رزاق يضر وينفع.

وإنما جاء ضلال الأمم من عبادتها آلهة معينة كالأحجار والأصنام والشمس والقمر وبعض الحيوانات والحشرات لتقربها إلى الله تعالى وتكون واسطة بين الإنسان وبين الله، ولذلك كانت دعوة الرسل منصبة على تحويلهم الأمم من عبادة غير الله إلى عبادة الله مباشرة وبدون وساطة.


(١) نفس المصدر ٤٨٣.
(٢) نفس المصدر ٤٨٤.

<<  <   >  >>