للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والأرض التي نحيا عليها كلها آيات: فمنها البر والبحر، والسهل والجبل والوديان والأنهار والجداول.

وما يحيط بالأرض من هواء، وما يعلوها من سحب، وما يدور حولها من أثير منتشر في العالم كله، وفيها الإنسان والحيوان والنبات، وفيها الحشرات والفيروسات والميكروبات والخمائر، وفيها الأسماك تحت الماء والطيار في الهواء. وكل مافيها ومن فيها وما عليها وما يحيط بها أعطي ما يناسبه بميزان عادل وتقدير دقيق كما قال تعالى: {وَالأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْزُونٍ} (١)

ولوأعاد الإنسان النظر والتامل مرارا في هذه الآيات المنبثة في السماء والأرض والنجوم والكواكب لارتجف من عظمة الله كيانه، ولم يسعه إلا أن يخضع للقدرة الإلهية التي لا يمكن وصفها. فاختلاف الليل والنهار بحساب دقيق يطول الليل فيه بمقدار وينقص النهار بمقدار، ويتغير الطول والقصر على مدى العام، وتمر آلاف الآلاف من السنين والنظام لا يختلف ولا يضطرب، ولايختل قيد شعره.

والسفن تجري في البحار وتعبر المحيطات حاملة الأثقال متنقلة بافنسان إلى حيث يشاء وكيف أراد، ولها مع الماء قانون إذا استوت معه أمنت وإن خلت به هلكت.

والماء تبخره حرارة الشمس فيجتمع سحبا في جومعين، ثم تسوقه رياح متنقلة حتى توصله إلى أماكن معينة فيها الطقس المناسب لسقوط المطر على أرض أعدت لتلقيه، وأنهار شقت لتجري به إلى ما شاء الله من إنسان وحيوان ونبات، فتمتد الحياة في الجميع بنقط الماء المجلوبة من المحيطات والبحار والأنهار وغيرها وصدق الله القائل:


(١) الحجر: ١٩.

<<  <   >  >>