وتلك الذات يجب أن تكون حائزة جميع صفات الكمال، وإلا اضطررت أن أطبق عليها التعليل الذي طبقته على نفسي.
(ثالثا) قال ديكارت: إن عندي شعورا بوجود ذات كاملة لا تفترق في الوضوح عن شعوري بأن مجموع زوايا أي مثلث تساوي زاويتين قائمتين. إذن فالله موجود.
ولم يصل ديكارت إلى هذه الحقائق إلا بعد أن تخلص مما ملئ به ذهنه من حشو رث من العقائد والتقاليد والوراثات. قال: فأردت أن أتخلص من هذه الأحمال الثقيلة ولو مرة في حياتي، وأنظر مجردا عن كل وراثة إن كنت أريد الوصول إلى حقائق ثابتة من العلم. (١)
٣ - أما نيوتن فهو أكبر علماء الفلك في عصره من الانجليز، وهو يعتبر من العقول النادرة التي ظهرت في العالم (١٦٤٢ - ١٧٢٧) وهو مكتشف قانون الجاذبية العامة وغيره من القوانين الفلكية، ولما اشتهر ببعد النظر وقوة الإقناع. سأله الناس من كل مكان أن يأتيهم بدليل على وجود الله يكون في درجة المحسوسات فأجابهم قائلا:
لا تشكوا في الخالق فإنه مما لا يعقل أن تكون الضرورة وحدها هي قائدة الوجود، لأن الضرورة عمياء متجانسة في كل زمان ومكان، لا يتصور أن يصدر منها هذا التنوع في الكائنات، ولا هذا الوجود كله بما فيه من ترتيب أجزائه وتناسبها مع تغيرات الأزمنة والأمكنة، بل إن كل هذا لا يعقل أن يصدر إلا من كائن أزلي له حكمة وإرادة. ثم قال:
من المحقق أن الحركات الحالية للكواكب لا يمكن أن تنشأ من مجرد فعل الجاذبية العامة، لأن هذه القوة تدفع الكواكب نحو الشمس. فيجب لأجل أن تدور هذه الكواكب حول الشمس أن توجد يد إلهية تدفعها على الخط المماس لمدارتها.
ثم قال: ومن الجلي الواضح أنه لا يوجد أي سبب طبيعي استطاع أن يوجه جميع الكواكب وتوابعها للدوران في وجهة واحدة وعلى مستوى