للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والمستحيل عقلا هو الأمر الذي لا يقبل الثبوت بحال من الأحوال.

فلو تعلقت القدرة والإرادة بالواجب لتزيل ثبوته لم يكن واجبا عقليا. واو تعلقت القدرة والإرادة بالمستحيل لتزيل انتفاءه لم يكن مستحيلا عقليا.

والقدرة مثل الإرادة أيضا في أنها صفة قديمة قائمة بذات الله تعالى غير أن عملها وتعلقها بالممكن يكون لإيجاده أو إعدامه على وفق الإرادة.

والإرادة والقدرة تشملان جميع الممكنات، فلا يخلق في ملك الله أمر لم يرده وإلا كان غافلا أو مكرها والكل مستحيل على الله تعالى. كما لا يقع في ملك الله أمر إلا بقدرته وإلا كان عاجزا والعجز على الله محال.

فثبت لله تعالى صفتا الإرادة والقدرة واستحال عليه أن يكون مكرها أو عاجزا.

قال تعالى: {إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} (١)

وقال تعالى: {فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ} (٢)

وقال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ} (٣)

وقال تعالى: {وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُواْ فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيراً} (٤)


(١) يس: ٨٢.
(٢) البروج ١٦.
(٣) الحج: ١٤.
(٤) الاسراء ١٦.

<<  <   >  >>