من الله، وبالله، وإلى الله. هو من قدرة الله وجد، وبعناية الله ورحمته يسلك سبل الحياة، ومرجعه في النهاية إلى الله، والذي يؤمن بأن الله تعالى واحد في ذاته وفي صفاته وفي أفعاله إيمانا صادقا واعيا فإنه ينقض عن نفسه آثار الشرك في قوله وعمله، ويتطهر منه في تصرفاته الفعلية كما تطهر منه في عقيدته.
فالله وحده معبوده، وهو لا يعبد أحد سواه ليحقق معنى: لا إله إلا الله.
والله وحده العليم بكل شيء، لذلك لا يعرض مشاكله إلا على الله.
والله وحده القادر على كل شيء فلا يستغيث ولا يستعين إلا بالله.
والله وحده الرحمن الرحيم، فلا يرجو في كل أموره إلا الله.
والله يستجيب دعوة الداعي إذا دعاه فلا حاجة إلى وساطة بين المؤمن وبين الله سبحانه وتعالى.
إنه يشعر بأن كل شيء يبعده عن عبادة الله وطاعته هو إله معبود من دون الله، فيخجل من ربه ويتألم لكبير ذنبه، ويحاول العودة السربعة إلى التوحيد الخالص ليكون من الصادقين. والذي يؤمن بعلم الله وقدرته وإرادته، وبأنه تعالى يرى ويسمع ولا تخفى عليه خافية يجد الحياة مع الله هي الحياة، ويجد المتعة التي لا حد لها في كلمة ينطق بها لسانه، وصلاة ركعة يهتز لها كيانه، ونفع إنسان احتاج إلى مساعدته، وفعل خير لأي من مخلوقات الله تعالى. الإيمان بهذه الصفات هو الذي تعيش به مع ربك، وهو الذي يحدد سلوكك، ويقيم على الطهر حياتك، ويملأ بالأمل قلبك، ويشع النور في بيتك ومجتمعك، ويفيض الخير على من عاشرك وعرفك. هذه إشراقة من إشراقات الإيمان بصفات الله تعالى. فلعلها تؤتى في النفوس ثمارها.