على أن النفس الإنساني جوهر روحاني قائم بنفسه لا يتحيز وليس بجسم ولا منطبع في الجسم ولا هو متصل بالبدن ولا هو منفصل عنه كما أن الله ليس خارج العالم ولا داخل العالم وكذى الملائكة عندهم
[مذهبهم في القوى وأقسامها القوى المدركة هي باطنة]
والخوض في هذا يستدعي شرح مذهبهم في القوى الحيوانية والإنسانية.
والقوى الحيوائية تنقسم عندهم إلى قسمين: محركة ومدركة.
والمدركة قسمان: ظاهرة وباطنة.
والظاهرة هي الحواس الخمسة وهي معان منطبعة في الأجسام، أعني هذه القوى.
وأما الباطنة فثلثة:
[والباطنة تنقسم إلى خيالية]
إحديها القوة الخيالية في مقدمة الدماغ وراء القوة الباصرة، وفيه تبقى صور الأشياء المرئية بعد تغميض العين، بل ينطبع فيها ما تورده الحواس الخمس فيجتمع فيه، ويسمى الحس المشترك لذلك. ولولاه لكان من رأى العسل الأبيض ولم يدرك حلاوته إلا بالذوق فإذا رآه ثانياً لا يدرك حلاوته ما لم يذق كالمرة الأولى، ولكن فيه معنى يحكم بأن هذا الأبيض هو الحلو، فلا بد وأن يكون عنده حاكم قد اجتمع عنده الأمر أعني اللون