للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وتأتي إلى البحر بأعمدة الأزهر للفصل بين الرجال والنساء.

ولكني أرى زمنًا قد نقل حتى إلى المدارس روح "الكازينو"!

يا لحوم البحر! سلخك من ثيابك جزار!

"هنا على رغم الآداب، مملكة للصيف والقَيْظ، سلطانها الجسم المؤنث العاري.

أجسام تعرض مفاتنها عرض البضائع؛ فالشاطئ حانوت للزواج!

وأجسام تعرض أوضاعها كأنها في غرفة نومها في الشاطئ.

وأجسام جالسة لغيرها، تحيط بها معانيها ملتمسة معانيه؛ فالشاطئ سوق للرقيق.

وأجسام خَفِرة جالسة للشمس والهواء؛ فالشاطئ كدار الكفر لمن أُكره١.

وأجسام عليلة تقتحمها الأعين فتزدريها؛ لأنها جعلت الشاطئ مستشفى.

وأجسام خليعة أضافت من "إستانلي" وأخواتها إلى منارة الإسكندرية ومكتبة الإسكندرية, مزبلة الإسكندرية.

كان جدال المسلمين في السفور، فأصبح الآن في العري.

فإذا تطور، فماذا بقي من تقليد أوروبا إلا الجدال في شرعية جمع المرأة بين الزوج وشبه الزوج٢؟ ".

انتهى ما استطعت ترجمته، بعد الرجوع في مواضع من القصيدة إلى بعض القواميس الحية ... إلى بعض شبان الشاطئ.


١ إشارة إلى الآية الكريمة: {إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ} .
٢ يسمى هذا في اللغة الضمد بفتح الضاد والميم، وهو أن يخاتل الرجل المرأة ولها زوج، ومنه قول الشاعر:
تريدين كيما تضمديني وخالدًا ... وهل يجمع السيفان ويحك في غمد
ومن هذا يقال في الرجل: ذاق الضماد "بكسر الضاد" أي: ذاق الطعم الذي وصفه أناتول فرانس.

<<  <  ج: ص:  >  >>