للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هذا الحاكم الأخرق هو عندي كالذي يقول لنفسه: لم أستطع أن أفتح دولة، فلأفتح دولة في مملكتي, لقد أمر بهدم الكنائس والبيع، حتى بلغ ما هدم منها ثلاثين ألفا ونيفا.

أي مجنون أسخف جنونا من هذا الذي يحسب النفوس الإنسانية كالأخشاب؛ تقبل كلها بغير استثناء أن تدق فيها المسامير؟

سيعلم إذا نشبت حرب بينه وبين دولة أخرى، أنه كسر أشد سيوفه مضاء حين كسر الدين!

المجلد التاسع:

هذه هي الطامة الكبرى؛ فلا أدري كيف أكتب عنها؛ لقد تطاول المجنون إلى الألوهية فادعاها، وصار يكتب عن نفسه: باسم الحاكم الرحمن!

ولو كان أغبى الأغبياء في موضعه لاتقى شيئا، لا أقول تقوى الدين والضمير، ولكن تقوى النفاق السياسي، فكان يحمل الناس على أن يقولوا عنه: "أبانا الذي في الأرضين! ".

وإلا فأي جهل وخبط، وأي حمق وتهور، أن يكون إله على حمار، وإن كان اسم حماره القمر!

المجلد العاشر:

سيأخذه الله بامرأة؛ ولكل شيء آفة من جنسه؛ لقد بلغ من وقاحة غريزته أن ائتفك أخته الأميرة "ست الملك"، ورماها بالفاحشة، وهي من أزكى النساء وأفضلهن، واتهمها بالأمير "سيف الدين بن الدواس" وقد علمت أنها تدبر قتله، وأنها اجتمعت لذلك بسيف الدين. فسأمسك عن الكتابة في هذا المجلد، وأدع سائره بياضا حتى أذهب إليهما فأعينهما بما عندي من الرأي، ثم أعود لتدوين ما يقع من بعد.

ورأيت أني اجتمعت بهما واطمأنا إلي، فأخذنا ندير الرأي:

قالت الأميرة لسيف الدين فيما قالته: "والرأي عندي أن تتبعه غلمانًا يقتلونه إذا خرج في غد إلى جبل المقطم، فإنه ينفرد بنفسه هناك! ".

فقلت أنا: "ليس هذا بالرأي ولا بالتدبير".

<<  <  ج: ص:  >  >>