للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قالت: "فما الرأي والتدبير عندك؟ ".

قلت: "إن لنا علما يسمونه "علم النفس"، لم يقع لعلمائكم، وقد صح عندي من هذا العلم أن الرجل طائش الغريزة مجنونها، وأن الأشعة اللطيفة الساحرة التي تنبث من جسم المرأة هي التي تنفجر في مخه مرة بعد مرة؛ فإذا خبت هذه الأشعة، وبطلت الغريزة، بطلت دواعي أعماله الخبيثة كلها، وكف عن محاولته أن يجعل الأمة مملوءة من غرائز جسمه وشهواته، لا من فضائلها ودينها. فلو أخذتم برأيي وأمضيتموه فإنه سينكر أعماله إذا عرضها على نفسه الجديدة، وبهذا يصلح ما أفسد، وتكون حياته قد نطقت بكلمتها الصحيحة كما نطقت بكلمتها الفاسدة، فإذا ... ".

قال الأمير: "فإذا ماذا؟ ".

قلت: "فإذا خصي ... ".

فضحكت ست الملك ضحكة رنت رنينًا.

قلت: "نعم إذا خصي هذا الحاكم".

فغلبها الضحك أشد من الأول، ورمتني بمنديل لطيف كان في يدها أصاب وجهي، فانتبهت وأنا أقول: "نعم إذا خصي هذا الحاكم ... ".

<<  <  ج: ص:  >  >>