حقيقتها، وإن جلبت عليه من الضرر في ماله ونفسه ما هي جالبة؛ فقاعدتهم هي هذه: ليس الشأن في الحياة للعمل في نفسه، ولكن فيما يقال عنه؛ فإن لم يقل شيء فلا تعمل شيئا ...
هذه يا بني أمة لا يكون حكامها إلا مبالغات أيضا ...
قال صاحب السر: وراتفع من الطريق صوت بائع ينادي على سلعته: أحسن من التفاح يا طماطم.
فضحك الباشا وقال: هكذا يقولون لنا عن الطماطم السياسي العفن: إنه ليس تفاحا وحسب، بل هو أحسن من التفاح.
إن الأمة لن تكون في موضعها إلا إذا وضعت الكلمة في موضعها، وإن أول ما يدل على صحة الأخلاق في أمة كلمة الصدق فيها، والأمة التي لا يحكمها الصدق لا تكون معها كل مظاهر الحكم إلا كذبا وهزلا ومبالغة.