للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولا صعوبة في الحكم على شيء بأنه خير أو شر إلا حين يكون الخير والشر امرأة معشوقة. أما أوصاف الشعراء والكتاب للجمال والحب فهي كلها تقليد قد توسعوا فيه؛ والأصل أن ثورًا أحب بقرة فكان يقول لها: يا نجمة القطب التي نزلت من السماء لتدور في الساقية كما درات في الفلك.

قال "النابغة": هذا رأيي في حب العاشقين؛ أما حبي أنا "نابغة القرن العشرين" فيجمعه قولك: فل، ورد، زهر ...

قلنا ما هذه الألغاز؟ وهل للحب متن كقولهم: حروف القلقلة يجمعها قولك "قطب جد"، وحروف الزيادة يجمعها قولك "سألتمونيها"؟

فتضاحك "النابغة"، وقال: تكاثرت الظباء على خراش، فلكيلا ننسى ... إن كل حرف هو بدء اسم، الفاء فاطمة، واللام ليلى، والواو وردة، والراء رباب، والدال دلال، والزاي زكية, والهاء هند، والراء رباب ...

قلنا: رباب قد مضت في "ورد".

قال: كنا تهاجرنا مدة ثم اصطلحنا بعد هند ...

قلت: هكذا "النوابغ" فإن رجلا أديبا كانت كنيته "أبا العباس" فلما "نبغ" صيرها "أبا العير"١ وفتق له نبوغه أن يجعلها تاريخا يعرف منها عمره. قالوا فكان يزيد فيها كل سنة حرفا حتى مات وهي هكذا:

أبو العير طرد طيل طليري بك بك بك ...


١ العير: الحمار وتكنى بعض الحمقى "أبو البقر" قياسًا على "أبو العير".

<<  <  ج: ص:  >  >>