للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أن يعلم منه قلبها أني أنا رجلها لا القيصر؛ فما زالت بعدها تناكد القيصر وتلتوي عليه ولا تصلح له في شيء حتى يئس منها فطلقها، فحملت كنوزها وجلاها ولجأت إلى حبيبها، ثم تبعتها نفس القيصر ولم يطق العيش بعدها فانتحر ... ثم طلبها الشيوعيون لما معها من كنوز، فأخفاها هو في مكان حريز لا يعلمه إلا هو؛ ثم إنه هو لا يصل إلى هذا المكان الذي أحرزها فيه إلا إذا نام ... كيلا يراه أحد من الشيوعيين فيتعقبه فيعلم مقرها؛ ولهذا كان من الحكمة أن ينسى المكان إذا استيقظ ... فقد يزل مرة فيخبر به أو يغلبه الشوق مرة على "عقله" ... فيذهب إليه؛ فعسى أن يراه من ينم بذلك، فتفتضح الحبيبة وتؤخذ منه.

قال: وإن القيصرة هي تحتاط أيضا مثل ذلك فتراسله كل يوم باللاسلكي رسائل تقع من الجو في دماغه فيقرؤها وحده، وإن أخوف ما يخافه أن يغلبها جنون الحب يوما فتطيش طيش المرأة، فتزوره في هذا المارستان ... فقد تقتل إذا رآها الشيوعيون.

قال الدكتور: وهاك "نابغة" آخر ثبت في ذهنه أن امرأة من أجمل النساء قد استهامت به وأنها مبتلاة في حبها إياه بجنون الغيرة، وقد تناهت فيه حتى أنها لتقتل نفسها إذا علمت أن لصاحبها هوى في امرأة أخرى. وخبلته هذه الفكرة، فاعتقد أن حبيبته من جنون غيرتها واقعة بين السلامة والتلف؛ ثم توهم ذات يوم أن واشيا قد أعلمها أن النساء افتتن به؛ فطار صوابها، فهي آتية إليه في المارستان لتوبخه وتشفي غيظها منه، ثم تنتحر أمام عينيه ... وأدار "النابغة" الفكر في إقناعها لتعلم أنه لم يخنها بالغيب ... فلم يهتد إلى مقنع تستيقن به المرأة أن لا أرب للنساء فيه إلا أن ... ففعل وجب خصيتيه بيده ليقدمهما برهانا أنه لها وحدها ...

قلنا: وطرب "نابغة القرن العشرين" لذكر صواحبه وجميلاته، فجعل يترنم بهذا الشعر:

قالوا جننت بمن تهوى فقلت لهم ... ما لذة العيش إلا للمجانين

فقال المجنون الآخر: "مما حفظناه": ما لذة "الخبز" إلا للمجانين ...

فضحك "النابغة" وقال: ما أسخفك من أحمق. إذا كان هذا هو المعنى فقل: ما لذة "الكعك". ألم أقل لكم إن هذا الأبله لو تهجأ كلمة خبز قال: إنها ل. ح. م. ولو تهجأ كلمة لحم لقال: ف. و. ل.

<<  <  ج: ص:  >  >>