للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

النيابة للمحكمة: "ذكاء مخيف يا حضرات القضاة! عمره تسع سنوات! "

الرئيس: "صنعتك إيه؟ "

- صنعتي ألعب مع محمود ومريم، وأضرب اللي يضربني! "

- "تعيش فين؟ "

- "في البلد"

- "تأكل منين؟ "

- "آكل من الأكل! "

النيابة للمحكمة: "يا حضرات القضاة، مثل هذا لا يسرق عليه كبريت إلا ليحرق بها البلد ... ! ".

الرئيس: ألك أم؟ "

- أمي غضبت على أبويا، وراحت قعدت في التربة؛ ما رضيتش ترجع! ".

- "وأبوك؟ "

- "أبويا لاخر غضب وراح لها".

الرئيس ضاحكًا: "وأنت؟ "

- "والله يا أفندي عاوز أغضب، مش عارف أغضب ازاي! ".

- "إنت سرقت علبة الكبريت؟ "

- "دي هي طارت من الدكان، حسبتها عصفورة ومسكتها ... "

النيابة: "وليه ما طارتش العلب اللي معاها في الدكان؟ "

- "أنا عارف؟ يمكن خافت مني! ".

النيابة للمحكمة: "جراءة مخيفة يا حضرات القضاة، المتهم وهو في هذه السن، يشعر في ذات نفسه أن الأشياء تخافه! ".

فصاح الغلام مسرورًا من هذا الثناء: "والله يا أفندي إنت راجل طيب! أديك عرفتني، ربنا يكفيك شر العمدة والغفير! "

وأمضي الحكم في الاستئناف، وخرج الصغير مع رجال مع المجرمين يسوقهم الجند، ثم احتبسوا الجميع فترة من الوقت عند كاتب المحكمة؛ ليستوفي أعماله الكتابية، ثم يساقون من بعد إلى السجن.

وجلس "عبد الرحمن" على الأرض، وقد اكتنفه عن جانبيه طائفة من

<<  <  ج: ص:  >  >>