والتفت الجاحظ كأنما توهم الجرس يدق ... فلما لم يسمع شيئًا قال:
لو أنني أصدرت صحيفة يومية لسميتها "الأكاذيب" فمهما أكذب على الناس فقد صدقت في الاسم، ومهما أخطئ فلن أخطئ في وضع النفاق تحت عنوانه.
قال: ثم أخط تحت اسم الجريدة ثلاثة أسطر بالخط الثالث هذا نصفها:
ما هي عزة الأذلاء؟ هي الكذب الهازل.
ما هي قوة الضعفاء؟ هي الكذب المكابر.
ما هي فضيلة الكذابين؟ هي استمرار الكذب.
قال: ثم لا يحرر في جريدتي إلا "صعاليك الصحافة" من أمثال الجاحظ؛ ثم أكذب على أهل المال فأمجد الفقراء العاملين، وعلى رجال الشرف فأعظم العمال المساكين، وعلى أصحاب الألقاب فأقدم الأدباء والمؤلفين، و ...