للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أما عن خطورة كتاب ميزان الحق فتكمن في الهجوم الشديد على دين الإسلام (١)؛ فقد كان في ردوده على الشيخ هادي علي - مؤلف كتاب كشف الأستار للرد على مفتاح الأسرار لفندر - لا يتورع عن نسبته إلى الكفر، والعمى، والتعصب، والتكبر، وسوء الفهم، كما قال في حق الشيخ محمد آل حسن - مؤلف كتاب الاستفسار للرد على ميزان الحق - كلاما في غاية القبح، ونسبه إلى الكفر، وعدم المبالاة، وأن فهمه أنقص من فهم الوثني، وأن الإنصاف والإيمان غائبان عن قلبه، كما نسب د. محمد وزير خان إلى الدهريين، بينما غضب فندر غضبا شديدا من نسبة الشيخ رحمت الله لفظ الفرار إليه عندما حاول التهرب من المناظرة (٢).

إن كتب رحمت الله الأخرى مكتوبة إما بالفارسية أو الأردية، ولا يعرف الباحث تلك اللغات ماعدا رسالة بالعربية تتعلق بالتنبيهات على الاحتياج إلى البعثة والحشر، أما كتبه الأخرى فمفقودة. أما عن فندر فقد اعتمد الباحث فيه على ما توفر باللغة العربية والإنجليزية من كتبه، وما تكلم فيه عن المسائل الخمس خصوصا، وأقوال الغربيين في فندر.

اعترف فندر وفرنج بتحريف كتب أهل الكتاب في سبعة أو ثمانية مواضع أصلية، وبوجود أربعين عبارة اختلاف، ولأن هذه المناظرة جرت في مجلس عام ضم حوالي ١٠٠٠ شخص فسميت بالمناظرة الكبرى (٣).

ولو كان فندر يعلم أن مجيئه إلى تركيا، وكذبه على السلطان عبد العزيز خان، وتزويره أخبار المناظرة سيكون سببا في تأليف هذا الكتاب لفضل البقاء في بلاده ... ؛ لأنه لما سمع السلطان أخبار المناظرة الكبرى من فندر استدعى الشيخ رحمت الله من مكة لمناظرة فندر في تركيا ... ، وطلب من الشيخ أن يقص خبر المناظرة، فلما استبان للسلطان طول باع الشيخ في هذه الموضوعات وتمكنه منها، طلب منه تأليف كتاب باللغة العربية يضم مسائل المناظرة الخمس (٤).

وفي الصفحة الأولى من المخطوطة أقسم الشيخ رحمت الله على كل من أبصر خطه

- كتاب إظهار الحق - بهذا القسم: " أقسم بالله على كل من أبصر خطي حيثما أبصر أن يدعو الرحمن لي مخلصا بالعفو والتوبة والمغفرة " (٥).

(من أسباب ذيوع الكتاب):

أرى أن من أسباب ذيوع الكتاب شرقا وغربا هو إخلاص الشيخ - نحسبه والله حسيبه -عند كتابة الكتاب، ويتبين ذلك فيما ورد عنه:

سلم النسخة الأولى منه بخط يده العربي إلى رئيس الوزراء خير الدين باشا التونسي، فقرأ في المقدمة أن تأليفه كان استجابة لرغبة الشيخ أحمد دحلان إمام المسجد الحرام بمكه فراجعه رئيس الوزراء بهذا الخصوص وأنه هو والسلطان طلبا منه ذلك ولم يذكرهما، لا للسمعة


(١) المرجع السابق، ص ١٧.
(٢) المرجع السابق، ص ٣٢.
(٣) المرجع السابق، ص ٣٢.
(٤) المرجع السابق، ص ٤٤ (بتصرف يسير).
(٥) المرجع السابق، ص ١٢٣.

<<  <   >  >>