للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

(أما القسم الأول من العهد العتيق) فثمانية وثلاثون كتاباً:

وهذه الكتب الثمانية والثلاثون كانت مسلمة عند جمهور القدماء من المسيحيين. والسامريون لا يسلمون منها إلا بسبعة كتب: الكتب الخمسة المنسوبة إلى موسى عليه السلام، وكتاب يوشع بن نون، وكتاب القضاة. وتخالف نسخة توراتهم نسخة توراة اليهود.

وأما العهد الجديد ففيه القسم الأول فيه عشرون كتاباً، وأما القسم الثاني من العهد الجديد فسبعة كتب وبعض الفقرات من الرسالة الأولى ليوحنا.

مجالس العلماء والتشكيك في الكتب:

ثم تحدث رحمت الله عن مجلس العلماء المسيحية بحكم السلطان قسطنطين في بلدة نائس في سنة ٣٢٥ ثلثمائة وخمسة وعشرين من ميلاد المسيح، ليشاوروا في باب هذه الكتب المشكوكة، ويحققوا الأمر، فحكم هؤلاء العلماء بعد المشاورة والتحقيق في هذه الكتب: أن كتاب يهوديت واجب التسليم، وأبقوا سائر الكتب المختلفة مشكوكة كما كانت وهذا الأمر يظهر من المقدمة التي كتبها (جيروم) على ذلك الكتاب ... فبعد انعقاد المجالس صارت هذه الكتب المشكوكة مسلمة بين جمهور المسيحيين، وبقيت هكذا إلى مدة ألف ومائتين، إلى أن ظهرت فرقة البروتستنت فردوا حكم هؤلاء الأسلاف في باب: كتاب باروخ، وكتاب طوبيا، وكتاب يهوديت، وكتاب وزدم، وكتاب ايكليزيا ستيكس، وكتابي المقابيين، وقالوا: إن هذه الكتب واجبة الرد وغير مسلمة، وردوا حكمهم في بعض أبواب كتاب أستير وسلموا في البعض؛ لأن هذا الكتاب كان ستة عشر باباً فقالوا: إن الأبواب التسعة الأولى وثلاث آيات من الباب العاشر واجبة التسليم، وستة أبواب باقية واجبة الرد.

أسباب رد وإنكار الكتب:

تمسكوا في هذا الإنكار والرد بستة أوجه: ] ١ [هذه الكتب كانت في الأصل في اللسان العبراني وغيرها ولا توجد الآن في تلك الألسنة.] ٢ [اليهود لا يسلمونها إلهامية.] ٣ [جميع المسيحيين ما سلموها.] ٤ [قال جيروم: إن هذه الكتب ليست كافية لتقرير المسائل الدينية وإثباتها.] ٥ [صرح كلوس أن هذه الكتب تقرأ لكن لا في كل موضع، فيقول رحمت الله: " إن فيه إشارة إلى أن جميع المسيحيين لا يسلمونها فيرجع هذا إلى الوجه الثالث".] ٦ [صرح يوسي بيس ص ٥٥ في الباب الثاني والعشرين من الكتاب الرابع: بأن هذه الكتب حرفت سيما كتاب المقابيين الثاني، ثم يتدارك رحمت الله ويطالب بالنظر إلى الوجه الأول والثاني والسادس كيف أقروا بعدم ديانة أسلافهم، بأن ألوفاً منهم أجمعوا على أن الكتب التي فُقدت أصولها وبقيت تراجمها وكانت مردودة عند اليهود، وكانت محرفة سيما كتاب المقابيين الثاني، واجبة التسليم. فأي اعتبار لإجماعهم واتفاقهم على المخالف؟ ؟ . وفرقة الكاثوليك (كاثلك) يسلمون هذه الكتب إلى هذا الحين تبعاً لأسلافهم.

ثم تحدث في الفصل الثاني على أن أهل الكتاب لا يوجد عندهم سند متصل لكتاب من كتب العهد العتيق والجديد (١).


(١) انظر المرجع السابق، ١٠٩ وما بعدها.

<<  <   >  >>