للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

١ - رسائل بولس الثلاثة.

٢ - رسالة بطرس الثانية (١).

الأستاذ رودلف سيدل العالم اللاهوتي البروتستانتي، والأستاذ في جامعة لايبسيغ (الألمانية) وأحد الكبار في زمانه يقول في كتابه (أسطورة بوذا) (٢): " فإنه من ثمانين وعشرين إصحاحا التي يتألف منها إنجيل متى، فإن إصحاحين منها فقط هما الثاني والعشرون والرابع والعشرون خاليان من النصوص الهندوسية، ومن إنجيل مرقس الذي يتكون من ستة عشر إصحاحا، فإن إصحاحين أيضا هما: السابع، والثاني عشر غير منقولين، وفي إنجيل لوقا، الإصحاح السادس عشر والسابع عشر والعشرون فقط من مجموع أربعة وعشرين إصحاحا التي يتشكل منها الإنجيل المذكور، هي ليست منتحلة - أي مسروقة - ثم إنجيل يوحنا المتضمن واحدا وعشرين إصحاحا، فإن الإصحاحين العاشر والسابع عشر فقط خاليان من النقل ".

والعالم البروتستانتي هابل مؤرخ الأديان، يوافق ويؤيد أقوال (رودلف سيدل)، ويذكر ويسمي ستة وثلاثين نصا في الكتاب المقدس، مقتبسة عن العقائد الوثنية، منها: تجسد يسوع، الطفل يسوع في الهيكل، قصة مريم المجدلية الخاطئة ومعجزة المشي على الماء.

والعالم (برنهارد سبيس Prof.Bernhard spies) العليم بالسنسكريتية، وبالخط المسماري يقرر ويثبت ويجزم بأن الأمثال بأجمعها - تقريبا - التي في الأناجيل، هي نسخ عن أمثال الهندوسيين والسومريين والآشوريين، وخصوصا سلسلة الأمثال التي تتعاقب في الإصحاح الثالث عشر من انجيل متى.

وغارب Garbe يقول: إن أكبر وأعظم علمائنا اللاهوتيين أمثال (هارناك Harnack (وغونكل Gunkel يعدون النصرانية ويحسبونها بسهولة وببساطة وإخلاص وصراحة كدين توفيقي تلفيقي، أي يعادل التوفيق بين النقيضين، أو بين المذاهب والآراء المتناقضة وهو مذهب توحيد المذاهب المتناقضة (Sineretism) .

كما نجد أن الآيات فيما بينها اشتراك تعود لكتابات وسيطة وليست إلى الكتابات النهائية الأصلية والتي قد ترتبط أو لا ترتبط بالسند لأقوال عيسى - عليه السلام - ذاته.

إن أقدم الأناجيل هو إنجيل مرقس، قد كتب بعد رفع المسيح بحوالي ٣٥ سنة، وأن أحدث الأناجيل، وهو إنجيل يوحنا قد كتب بعد المسيح بحوالي ٧٠ أو ٩٠ سنة. ولقد كتب بولس رسائله قبل كتابة أقدم إنجيله بفترة تصل إلى ١٥ سنة (٣).

ويتحدث موريس بوكاي عن مصدر الأناجيل بقوله:


(١) عبد الراضي عبد المحسن، المعتقدات الدينية لدى الغرب، (الرياض: مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، ط ١، ٢٠٠١ م)، ص ٢٧٥، ص ٢٧٦.
(٢) د. شوقي أبو خليل، الإسقاط في مناهج المستشرقين والمبشرين، (دمشق: دار الفكر، الإعادة الأولى، ١٩٩٨)، ص ٢٢ - ٢٣.
(٣) ((ا. د. محمد عبد الله الشرقاوي، مقارنة الأديان، بحوث ودراسات (لبنان: دارالجيل، مكتبة الزهراء، الطبعة الثانية، ١٩٩٠ م)، ص ١٥٨.

<<  <   >  >>