للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وفي باب معرفة سابقيه ولاحقيه، لابد من التعرف كذلك على معاصريه، والذين ناظروا فندر غير رحمت الله ..

١ - المناظرة التحريرية بين فندر ووزير خان:

ووقعت بين هذا القسيس النبيل وبين الحكيم الفطين المكرم (محمد وزير خان) - المساعد القوي لرحمت الله في المناظرة الكبرى - وذلك بعد رجوع رحمت الله إلى دهلي - مناظرة تحريرية - وطبعت هذه المناظرة سنة ١٨٥٤ م في أكبر أباد، فكتب القسيس النبيل إليه في المكتوب الثاني الذي كتبه ٢٩ مارس سنة ١٨٥٤ م هكذا: (لعل جنابكم أيضاً داخلون في زمرتهم) أي زمرة الدهريين (كما يوجد في الملة الإسلامية أناس هم محمديون في الظاهر ودهريون في الباطن) فكتب الحكيم الممدوح في جوابه أموراً منها هذان الأمران أيضاً (قد اعترفتم في المجمع العام أن أحكام التوراة منسوخة، وسلمتم في المجمع المذكور التحريف في سبعة أو ثمانية مواضع، واعترفتم في ثلاثين أو أربعين ألف موضع في النسخ المتعددة بسهو الكاتب الذي دخلت بسببه الفقرات من الحاشية في المتن، وخرجت الفقرات الكثيرة منه، وبدلت الفقرات، فأي مانع أن يقال لأجل ذلك لكم: "إنكم تعتقدون قلباً أن الدين العيسوي باطل، وتعلمون أيضاً أن كتبكم المقدسة منسوخة ومحرفة ولا اعتبار لها عندكم أصلاً؟ ، لكنكم لأجل الطمع الدنيوي فقط متمذهبون بهذا المذهب في الظاهر وحامون لهذه الكتب المحرفة، أو يظن لأجل أنكم كنتم من مريدي كنيسة (لوتيرين) مدة حياتكم، وصرتم من عدة شهور إلى كنيسة إنكلتره أن سببه أيضاً هو الطمع الدنيوي لأن عزمكم أن تستوطنوا إنكلتره كما سمعت من رفيقكم القلبي أيضاً) أي القسيس فرنج (أو أن سببه أمر منزلي) يعني أن زوجة القسيس النبيل كانت من كنيسة إنكلتره فبدل القسيس النبيل مذهبه لأجل استرضاء خاطرها، كما ظهر لي من بيان الحكيم الممدوح أن مرادي بالأمر المنزلي هذا" (١).

٢ - المناظرة التحريرية بين فندر وبين محمد آل حسن الرضوي عام ١٨٤٤ م:

فكتب الشيخ محمد آل حسن "صاحب كتاب الاستفسار" إليه في مكتوبه الثاني لقبول أربعة شروط في المناظرة، وكان الشرط الأول منهما هذا: (يذكر اسم نبينا صلى الله عليه وسلم أو لقبه بلفظ التعظيم، وإن لم يكن هذا الأمر منظوراً لكم فاكتبوا هكذا نبيكم أو نبي المسلمين، وصيغ الأفعال أو الضمائر التي ترجع إلى جنابه الشريف تكون على صيغ الجمع كما هو عادة أهل لسان الأردو، وإلا لا نقدر على التكلم ويحصل لنا الملال في الغاية) فكتب هذا القسيس في جوابه في مكتوبه الذي كتبه في ١٩ تموز سنة ١٨٤٤ م هكذا: "فاعلموا أننا معذورون في ذكر نبيكم بالتعظيم أو بإيراد الأفعال والضمائر في صورة الجمع، هذا الأمر غير ممكن منا، لكنا لا نكتب باللقب السوء أيضاً بل أكتب نبيكم أو نبي المسلمين، أو محمد - صلى الله عليه وسلم -.


(١) المرجع السابق، ص ٨٠ وما بعدها.

<<  <   >  >>