للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إلى البروتستانتية -يمارس الدعوة إلى إلغاء مرجعية الشريعة الإسلامية والهوية الإسلامية لمصر من خلال مركز بحثي أطلق عليه اسم ابن خلدون (١). إن هذا المخطط التنصيري يعترف بأنه - في سبيل تنصير المسلمين - يلجأ إلى الميكيافيلية، وتنحية القيم والأخلاق! .. يعلنون عزمهم على: اختراق القرآن - بدلا من مواجهته! .. وصب المضامين النصرانية في مصطلحاته وتأويلاته! (٢).

إن الفارق الجوهري بين التبشير بالإسلام وبين التبشير بغيره من الأديان .. فارق الإضافة للإيمان والاحترام للرموز الدينية .. بدلا من الانتقاص والازدراء (٣).

وعلى سبيل المثال: عندما دخل الإسلام مصر"أعفي الفلاحون المصريون من الخدمة العسكرية على الرغم من أنهم كانوا على الإسلام، وفرضت عليهم الجزية في نظير ذلك، كما فرضت على المسيحيين سواء بسواء ودون اقتتال طالما قد أدوها " (٤). طالما اتفق الطرفان على الحماية المشتركة، وحرية العقيدة والدين فيما لا يضر بالآخر.

لكن في المقابل نرى أن جرائم الأوروبيين الأسبان باسم التنصير في استعمار القارة الأمريكية كالتالي: "ومع طلوع الفجر كان الأسبان يدخلون على هؤلاء المساكين الأبرياء النيام فيحرقون منازلهم المصنوعة من القش، ويحرقون النساء والأطفال وهم أحياء، كما يحرقون الرجال قبل أن يستيقظوا ... وكان القبطان لا يقدم لرجاله الطعام، ولكنه سمح لهم بأن يأكلوا الهنود الذين معهم أو الذين يلتقطونهم أثناء الغارات على المدن والقرى، هكذا صار معسكره أشبه بمسلخ يتراكم فيه لحم البشر، كان الرجال يقتلون الأطفال ويشوونهم، وكانوا يقتلون الإنسان من أجل لحم كفيه وقدميه قائلين إنها أشهى لحم الإنسان" (٥).

فشريعة الحروب لديهم تتمثل في:

الحكم الأول: أن يضرب جميع سكان المدينة الرجال والنساء والأطفال وحتى الحيوان بالسيف سواء المقاتل أو غيره، وتحرق المدينة كاملة بكل ما اشتملت عليه من بقاع (التثنية: ١٥ - ١٦)، صموئيل الأول ١٥، (الملوك الثاني ٢٠، ٣٥)، حزقيال ٢٥: ١٣ - ١٧، ميخا: ٧ - ٩، الخروج ٢٣: ٢٨ - ٣٢.

الثاني: أن يستبقي أسرة من المدينة مقابل قيامها بالتجسس لصالح الغزاة فحينئذ تحرق المدينة بعد إخراج الأسر المتعاونة، أما الفضة والذهب والحديد والنحاس فلا ينالها الحريق، بل تجعل في خزائن رب الذهب. يشوع ٢٢ - ٢٥.


(١) المرجع السابق: د. محمد عمارة، في المسألة القبطية حقوق وأوهام، ص ٨٣.
(٢) المرجع السابق، ص ٢٨ (بتصرف يسير).
(٣) المرجع السابق، ص ٣٧ (بتصرف يسير).
(٤) المرجع السابق، ص ٤٥ (بتصرف).
(٥) كارلس المطران برتلومي دي لاس، المسيحية والسيف، وثائق إبادة هنود القارة الأمريكية على أيدي المسيحيين الأسبان، رواية شاهد عيان، ترجمة سمير عزمي الزين، منشورات المعهد الدولي للدراسات الإنسانية، ط ١، ١٤١١ هـ، ص ٣٤ وما بعدها.

<<  <   >  >>