للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

منعني مرشدي الروحي، قائلا: "لا تخبر أحدا بأسراره والذي يحتوي على كل النعيم الأبدي." (في الوقت الحاضر هذا الكتاب يكمن في زاوية من بيتي، مهملا وغير مستغل) فأخذت الكتاب، جالسا في مهب الريح، وبعد الشروط المنصوص عليها، بدأت إكمال طقوس حزب البحر.

باختصار: هذا الكتاب يتم تقسيم المصلين فيه إلى أقسام. فلمدة اثني عشر يوما يذهب الصوفي للغابة مرتديا الملابس البسيطة، ويجلس على وضوء - على جانبه - حيث يستريح على الفخذ ويقرأ ورده بصوت عال ثلاثين مرة يوميا، مع الامتناع عن أي غذاء غني بالملح. والشيء الوحيد المسموح به هو الخبز الذي من صنيع يده، من دقيق الشعير الذي تم شراؤه من دخل الفرد الشرعي. ويجب أن تحضر الخشب بنفسك من الغابة. ينبغي للمرء أن يذهب حافيا - دون صنادل - وبسرعة ويستحم في النهر قبل الفجر. لا تلمس أحدا، ولا تتحدث مع أي شخص إلا في أوقات محددة. تكون نتائج هذا الفعل هو الاتحاد مع الله؛ ولأجل ذلك على العبد أن يتحمل المتاعب، بالإضافة إلى ذلك، عليه كتابة اسم "الله" على الورق مليون وربع مليون مرة - يوميا- يكتب جزءا منها على الورق، ويقطع كل كلمة على حدة بمقص، ووضعها في كرات من الدقيق وإطعامها للأسماك في النهر. الكتاب يصف تلك الحالة. ويفعل ذلك طوال اليوم الطويل. نصف الليل ينام والنصف الآخر يجلس لكتابة كلمة "الله" على قلبه، ومراقبة ذلك بعين عقله.

عندما انتهيت من ذلك لم يعد في جسدي أي قوة. كنت شاحبا. ولا يمكن أن أظل واقفا هكذا ضد الرياح. إن الأمين تاج محمد، وفضل رسول خان، أصحاب رجا من كارولي، ساعدوني بشكل كبير وأصبحوا تلاميذي. أصبح العديد من الأشخاص الآخرين في تلك المدينة تلاميذا لي. أعطوني مبالغ كبيرة من المال أيضا، وأكرموني كثيرا. طالما بقيت هناك، وأنا باستمرار أدعو للقرآن في الشوارع والمنازل والمساجد. تاب كثير من الناس من خطاياهم واعتبروني أحد القديسين المرسلين من الله. وهناك عدد منهم تمسح بقدمي. ولكن روحي لم تجد الراحة. من خلال تلك التجربة شعرت بازدراء الشريعة، شعور أخذ يزداد يوميا. من هناك سافرت ٢٠٠ kos أخرى حتى وصلت إلى مسقط رأسي. لقد فقدت الاهتمام بقراءة تعاليم التصوف. خلال هذه الفترة- ثمانية أو عشرة سنوات مرت التقيت بمشايخ، وطلبة علم، ومتصوفة وغيرهم من المسلمين الأتقياء، بقيادتهم وأفكارهم الداخلية وتلك الأحكام المسبقة من الخداع والجهل والشجار الذي رأيته، أقنعني ذلك أنه لا يوجد دين في هذا العالم صحيح. كما شهد الكثير من علماء المسلمين الآخرين نفس التجارب.

في البداية اعتبرت الإسلام أفضل من جميع الأديان في العالم بسبب مولوي رحمت الله، آل ط الحسن، ووزير خان، وما إلى ذلك، كنت أعتقد أنهم أثبتوا المسيحية كدين زائف. حضرت المناظرة الكبيرى مع الدكتور فندر في أجرا، ورأيت كتاب الاستفسار، وإزالة الأوهام، وإعجاز عيسوي؛ وهي الكتب المكتوبة من قبل المسلمين في تفنيد المسيحية، واعتبرت المسيحية لادين لها. حتى عند الوعظ، أعلنت لتلاميذي عيوب هذا الدين. في إحدى المرات، عندما كنت أعظ في مسجد أكبر آباد، الدكتور هندرسون، مفتش المدارس في شعبة ميروت، والسيد فالون، مفتش المدارس الحكومية، دخل المسجد مع المولوي كريم مسعود الدين للاستماع إلى خطبة. في ذلك الوقت، كنت أتحدث مع المسلمين حول المسيحية بطريقة نقدية.

<<  <   >  >>