للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كنت متحاملا ولم أكن كبح جماح نفسي في وجود هؤلاء الضباط. باختصار، كنت معارضا قويا للمسيحية. ولكن مع الوعي المتزايد لوضع المسلمين، شعر قلبي - تدريجيا - أن جميع الأديان عديمة الفائدة. أفضل العيش في حياة الدعة والراحة، لفعل الخير للجميع وأعرف في قلب واحد أن الله واحد. وتلك الأفكار السخيفة تملكتني لمدة ست سنوات. خلال هذه الفترة وضعت ثقتي في المبادئ التي صيغت في رأيي على أساس هذه التجارب السابقة.

عندما جئت إلى لاهور واكتشف الناس أنني لم أعد أمارس شعائر الإسلام، وشرعوا في إلقاء التهم ضدي قبل الزعماء الدينيين. وحتى اللحظة كنت أعتبر الدين الإسلامي صحيحا، على الرغم من عدم التزامي الشريعة الإسلامية. ولكن الآن - ولمرة أخرى- عندما فكرت في الموت، ووقت المغادرة من الدنيا ويوم القيامة، كانت روحي كان لو كانت تقف وحدها، ضعيفة، عاجزة وخائفة في مكان مليئ بالرعب. ونتيجة لذلك أصبح قلبي مليئا بالضغوط مع ظهورآثار الكرب على وجهي وكثيرا ما نمت شاحب الوجه. في تلك الحالة من الأرق كنت أحيانا أنعزل بمفردي وأبكي بمرارة. في إحدى المناسبات ذكرت للأطباء أني كنت أعاني من داء يجعلني أفقد السيطرة على نفسي، وأحيانا كنت أعتقد أنه ربما ينبغي علي الانتحار. كنت منزعجا للغاية، وأحيانا أشعر بالراحة عقب البكاء. بل إن الأدوية التي وصفوها لي لم تفعل شيئا فقد كنت متعب الفؤاد.

عندما ذهبت إلى لاهور، عملت تحت السيد ماكينتوش، وهو باحث ورجل فضيلة، وكان ناظر مدرسة تدريب المعلمين في لاهور. هناك سمعت من جابالبور أن صفدر علي قد أصبح مسيحيا. لقد دهشت حقا! لعدة أيام ذهبت أتحدث بسوء عن صفدر علي وحمل كل الأفكار السيئة عنه. في الوقت نفسه، كثيرا ما كنت أتساءل ما الذي جعل هذا الرجل الطيب المستقيم يتخلى عن الإسلام. ما هذا الغباء الذي جعله يترك دينه؟ وأصررت على مناقشة هذه المسألة معه عن طريق المراسلة، والقيام بذلك بطريقة عادلة وغير متحيزة. ومع هذا كان هدفي أن أحصل على نسخ من التوراة والإنجيل. جمعت كتب الاستفسار وإزالة الأوهام وإعجاز عيسوي وغيرها من الأعمال تلك المستخدمة في الجدل. وطلبت من السيد ماكينتوش رجاء أن يعلمني الإنجيل وقلت سأدرسه بعناية. وبدأ بكل سرور إرشادي.

بعد قراءة سبعة فصول من إنجيل القديس متى، بدأت الشكوك حول الإسلام تهاجمني مرة أخرى وأصبحت تحركني لعدة أيام فدرست الكتب كلها بالنهار وغالبا طوال الليل. ناقشت المسائل مع العلماء ومع المسلمين. في غضون السنة التي أمضيتها في دراستي، والتي تقدمت بطلب تعليم نفسي ليلا ونهارا، قادني ذلك أن أفهم أن الدين الإسلامي ليس من الله، وأن المسلمين على خطأ، وأنه لا يقدم الخلاص سوى المسيحية.

شرحت استنتاجي لعلماء المسلمين الذين كانوا أصدقائي وأتباعي. البعض كان غاضبا. اجتمع بعضهم معي على انفراد، واستمعوا إلى كل الحجج. طلبت منهم إما تقديم حجج أفضل أو قبول المسيحية معي. فأجابوا بصراحة! ؟ . "ونحن نعلم أن دين الإسلام ليس صحيحا ولكن ماذا علينا أن نفعل حيال ذلك؟ نخشى الإساءة والتجاهل ولكننا من داخل قلوبنا نعلم حقا أن المسيح حق وأن محمدا - صلى الله عليه وسلم - لا يمكن أن يكون شفيع المذنبين. ومع ذلك، فإننا لا نريد أن نفقد احترام وشرف الرجال. افعل مثلنا، لا تكشف عن إيمانك. دع نفسك مسلما في الظاهر أمام

<<  <   >  >>