وفي حالة اللاوعي تلقى والدي المعمودية، جنبا إلى جنب مع الأطفال. ومع ذلك، في وقت وفاته أقاربي المسلمين ادعوا بأنه مسلم. في ذلك الوقت، كان قد فقد كل وعيه، وحرمته الشيخوخة من ذلك. ولكن أملي أن الله العلي الكريم كما سمح له أن يعيش لسماع الأخبار السارة، سيحفظ روحه كذلك. ولا أهمية في أن المسلمين دفنوه وفقا للطقوس الخاصة بهم. أخي الكريم المولوي مسعود الدين ما زال كما كان من قبل. ولم يلتحق حتى الآن بالمسيح. ومات أقارب آخرون لكن في الواقع إن بعض الأصدقاء الآخرين قد استجابوا لكلمة الله، وتحول عدد قليل منهم إلى المسيحية.
وقد منح الله لي نعمة ثانية من خلال تخفيفي من النشاط الدنيوي لأكون خادما لكلمته. على الرغم من أنني لا أستحق وغير قادر على الوفاء بما يتطلب مني، فقد أنعم الله لي بالرعاية حتى النهاية.
وبالتالي، لأحكي هذه المسألة باختصار بعد أن أصبحت مسيحيا، فقد كنت حزينا وخجلا من نفسي؛ حيث قضيت جزءا كبيرا جدا من حياتي في الإسلام، وأهدرت وقتي بعيدا عن الله كما كنت سعيدا في إيجاد المسيح. على الرغم من أنني وجدت الكثير من الراحة في مثل العمال (الإنجيل، متى ٢٠: ١ - ١٦)، شعرت باهتمام بالغ فيه لقضاء بقية حياتي في خدمته؛ فهو الذي وجدته، وأسعد قلبي وأسر كياني، وماذا لدي من مهارات كي أقدمها له وأجعلها في خدمته لأنجز مهمة كبيرة؟ مما لا شك فيه، بعد المعمودية فكرت كثيرا حول اختيار بعض الأفكار الخاصة من الكتاب تفوق أخراها فيما يجذب انتباهي. ما أريد قوله هو أن كل تعليم وإرشاد من الكتاب المقدس هو لؤلؤة ثمينة. في حين أسلي نفسي باستمرار بهذه اللآلئ، ما زلت أرغب في اختيار أحدها لأجعلها تميمة حول رقبتي من روحي التي يمكن أن تكون قبلي. كنت أقرأ الكتاب المقدس في كثير من الأحيان، لاختيار الفكر السليم، وأخيرا وجدته في إشعياء وبيتر، وهي أنك تعرف الصالحين من خلال معرفة المسيح (التوراة، أشعياء ٥٣: ١١) وذلك من خلال معرفة المسيح تلقينا كل الأشياء التي تخص الحياة والتقوى (الإنجيل، ٢ بطرس ٣: ١). وبالتالي أعرف أن الشيء الأساسي هو أن أسعى لمعرفة المسيح، لدرجة أنني قد أجد جميع الأمور ميسرة.
من خلال هذا البحث وجدت ثلاثة أشياء وهي مفيدة في معرفة المسيح. لم أجد أي شيء آخر مثله. الأول هو القراءة الذكية لكلمة الله مع الصلاة. والثاني هو أن ننصت إلى كل خطبة يلقيها أي واعظ مسيحي للحصول على بعض من الاستفادة منه. والثالث هو التفكير في صرخة روح الإمام وقت الصلاة؛ لأن الروح التي تنطق "أيها الآب! " تتحدث في مثل هذه الأمور التي لا يفهمها رجل.
أتابع هذه الأمور من أجل تحقيق هدفي؛ ولذا فإنني عملت ست ساعات يوميا لمدة سنتين في الخدمة الحكومية بعد تعميدي، والآن انصلح قلبي مع الله. ثم فتح الله طريقا جديدا لي، داعيا لي من خلال الخدمة الحكومية للعمل في البعثة. هو نفسه خلصني من اهتماماتي الغير ضرورية حتى جعلني أكرس كل وقتي لهذا العمل. وحتى اليوم، لا يزال هدفي أن يكون هو نفسه عند الموت؛ لأنه هو دعمي المستمر.