للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذي القعدة وحج النبي - صلى الله عليه وسلم - من العام المقبل وقع في ذي الحجة (١).

وقال النبي - صلى الله عليه وسلم - في خطبته: "ألَا إِنَّ الزَّمَانَ قَدِ اسْتَدَارَ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ خَلَقَ الله السَّمَاوَاتِ وَالأرْضَ (٢)، وإِن النَّسِيء زِيَادَةٌ فِي الكُفْرِ" (٣).

فزال النَّسِيء بحجّ النبي - صلى الله عليه وسلم - ولم يكنْ زائلًا قبل حجَّه، ولسْنَا نشكُّ أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يفرض عليه الحج * حين أمر أبا بكر - رضي الله عنه - ثم أردفه بعلي - رضي الله عنه - معه براءة قبل السَّنَةِ التي حج فيها، ليخلص الحج لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - وللمسلمين، ولا يجامعهم في حجهم مشرك، ولا يطوف بالبيت عريان. وهذا إِنما كان بسورة براءة التي بعث بها النبي - صلى الله عليه وسلم - لتُتْلَى على


(١) قول مجاهد أورده الطبري في (الجامع لأحكام القرآن: ٨/ ١٣٧).
(٢) من خطبة الرسول - صلى الله عليه وسلم - في حجة الوداع برواية أبي جرة الرقاشي عن عمه، خرجها الإِمام أحمد في (المسند: ٥/ ٧٢ - ٧٣).
والمعنى: أن زمن الحج عاد إِلى وقته الأصلي الذي عينه الله يوم خلق السماوات والأرض بأصل المشروعية التي سبق علمه بها. (الجامع لأحكام القرآن: ١/ ١٣٨).
وانظر (إِتحاف الورى بأخبار أم القرى: ١/ ٥٨٢، حجة المصطفى للمحب الطبري: ٤٠).
(٣) قال تعالى: {إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُحِلُّونَهُ عَامًا} [التوبة: ٣٧].
والنسيء: هو الشهر الحرام الذي أرجئت حرمته وجعلت لشهر آخر. انظر (التحرير والتنوير: ١٠/ ١٨٨ وما بعدها).

<<  <  ج: ص:  >  >>