للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد ذكر أبو العباس القباب (١) أحد علماء الأعلام بمدينة فاس هذه المسألة في شرحه لقواعد القاضي عياض، واستبعد صحةَ ما حذَّروا منه في الشاذروان (٢).

وقول بعض المتأخرين من الشافعية: ينبغي أن يتفطن لدقيقة (٣)، من


(١) أحمد بن قاسم بن عبد الرحمن الجذامي المعروف بالقباب، أبو العباس، من أهل فاس، فقيه جيد النظر، ولي الفتيا بفاس والقضاء بجبل الفتح. أخذ عنه ابن القنفذ القسنطيني وابن الخطيب الأندلسي، وغيرهما، وله رحلة مشرقية لقي فيها ابن عرفة، له فتاوى نقل الونشريسي بعضها في المعيار. ومن تآليفه: شرح قواعد عياض، وشرح بيوع ابن جماعة، ومختصر أحكام النظر. ت ٧٧٩ وقيل ٧٨٠.
(الإِحاطة لابن الخطيب: ١/ ١٩٣، جذوة الاقتباس: ١/ ١٢٣ رقم ٥٦، درة الحجال: ١/ ٤٧ رقم ٦١، مقدمتنا لتحقيق كتابه مختصر أحكام النظر).
(٢) عبارة القباب في ذلك هي: "قد حذر بعض المتأخرين من أهل المذهب من الشاذروان، وذلك أنهم لما بنوا البيت رفعوا حائطه من الأرض يسيرًا ثم نقصوا من غلظه، وتركوا منه شيئًا قليلًا فزعمت الشافعية أن من طاف بلصق حائط البيت ببعض جسده أو بيده لم يستوف البيت بالطواف ولا يجزيه، ولو كان كما قالوه لحذر من ذلك السلف الصالح لعموم البلوى بذلك مع كثرة وقوعه فتركهم ذكره دليل أن مثله مغتفر، والتوقي منه أولى. وأما أن ذلك مبطل للحج فبعيد". (القباب على قواعد عياض: ١٩٠ ب).
(٣) المراد بالدقيقة التي نبه لها بعض الشافعية - ومنهم الإِمام النووي - وهي الاعتدال بعد تقبيل الحجر، وقد سبق الكلام عنها.

<<  <  ج: ص:  >  >>