للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال مالك في المبسوط: إِن البقر والغنم لا تجلل.

وأما التقليد والإِشعار في الإِبل فواجب لأنها علم الهدي.

قال ابن حبيب عن مالك: وحسن أن يشق جلال البدن عن الأسمنة، وهو من عمل الناس.

واستحبَّ مالكٌ: إِذا كان ثمنُ الجِلالِ يسيرًا أن تُجَلَّلَ به من حين تشعر الهدي وتشق أوساطها، فإِنَّ ذلك زينةٌ لها، وإن كان لها خطْبٌ وبَالٌ أخرت إِلى أن تغدوَ إِلى عرفَات من مِنى.

قال ابن الحاج: وقد روي أن حكيم بن حزام (١) حج في الإِسلام ومعه مائة بدنَة قد جللها بالحِبَرة (٢) وكلها عن أعجازها وأهداها ووقف بعرفة بمائة وصيف في أعناقهم أطواق الفضة منقوش فيها: عتقاء الله عن حكيم بن حزام وأهدى ألف شاة (٣).


(١) حكيم بن حزام بن خويلد بن أسد بن عبد العُزى، أبو خالد القرشي، ابن أخي خديجة أم المؤمنين. ولد بمكة في الجاهلية وشهد حرب الفجار، وأسلم يوم فتح مكة، ورويت عنه بعض الأحاديث. عمر طويلًا. ت بالمدينة حوالي ٥٤. (الأعلام: ٢/ ٢٩٨، أسد الغابة: ٢/ ٤٥ رقم ١٢٣٤، الإِصابة: ١/ ٣٤٨، شذرات الذهب ١/ ١٠، صفة الصفوة: ١/ ٧٢٥، رقم ١٠٩).
(٢) الحِبْرَة والحَبَرة: ضرب من برد اليمن منمر (اللسان: حبر).
(٣) أورد ذلك ابن عبد البر عندما ترجم لحكيم بن حزام في الاستيعاب: ١/ ٣٦٣ ط. مكتبة نهضة مصر، الفجالة، مصر.

<<  <  ج: ص:  >  >>