للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكل محذور يتوقع في الأحجار والتراب يُتوقع مثله في ماء زمزم الذي هو أشرف عنصر وأعظم حرمة.

ومنها: أنهم كرهوا إِدخال تراب الحل وأحجاره إِلى الحرم، وهذه الكعبةُ المشرفة أكثر أحجارها من غير الحرم على ما ذكره ابن الجوزي واتفق عليه نقل التاريخيين أن الكعبةَ بنيت من خمسة أجبل * من لبنان وطور سيناء وطور زيتا والجودي وحراء (١).

فليس فيها على هذا من حجارة الحرم غير أحجار جبل حراء، وهذا منقول عن ابن عباس رضي الله عنهما، وأن آدم عليه السلام بناه من أحجار الجبال (٢).

وذكر ابن الحاج ذلك أيضًا، وزاد أن ربض البيت من حراء.

والربض: الأساس المستدير بالبيت من الصخر، وكانت لاطية بقرب الأرض.

وكانت في أيام قريش يقتحمها العَناق (٣) فلما بناها المشركون والنبي - صلى الله عليه وسلم -


= ومعنى طعام طعم: يشبع من شرب منها كما يشبع الطعام. (مجمع الزوائد: ٣/ ٢٨٦).
(١) أورده ابن الجوزي عن ابن عباس (مثير الغرام: ١٠٣) وابن عبد البر عن أيوب السختياني (التمهيد: ١٠/ ٣١).
(٢) انظر (المعيار المعرب: ٢/ ٤٩٣ - ٤٩٤).
(٣) هذا الأثر أورده ابن عبد البر عن مجاهد، ولفظه: "كان - يعني البيت - عريشًا تقتحمه العتر حتى إِذا كان قبل مبعث النبي - صلى الله عليه وسلم - بخمس عشرة سنة بنته قريش" والعتر: كل ما يذبح (التمهيد: ١٠/ ٢٩ - ٣٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>