للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الناس يحملونه للتبرك: هل يجوز أو يُمنع؟ فقال: هو جائز، ما زال الناس يتبركون (١) بقبور العلماء والشهداء والصالحين، وكان الناس يحملون تراب قبر سيدنا حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه في القديم من الزمان.

فإِذا ثبت أن تراب قبر سيدنا حمزة - رضي الله عنه - يُحمل من قديم الزمان، فكيف يتمالأ أهل العلم بالمدينة على السكوت عن هذه البدعة المحرَّمة؟ ! هذا من الأمر البعيد (٢).

والناس اليوم يأخذون من تربة قريبة من مشهد سيدنا حمزة رضي الله عنه ويعملون منها خرزًا شبه (٣) السبح، وهي المشار إِليها في كلام القاضي بدر الدين بن حماعة - رحمه الله تعالى * -

ومنها: أن مالكًا - رضي الله عنه - سُئل عن الرجل يخرج من المسجد،


(١) سيأتي تعليقنا على التبرك في الباب العشرين ص ٧٢٩ والتعليق على عنوان الباب الديي جعلنا له العلامة *).
(٢) هذا نص فتوى لأحمد بن بكوت وردت في (المعيار: ١/ ٣٣٠) وقد عقبها الونشريسي بفتوى أبي علي القوري وهي تمنع التبرك بتراب المقابر. يقول القوري: "التبرك في الحقيقة إِنما هو باستعمال ما كانوا عليه من الأوصاف الدينية واستعمال الأمور الشرعية".
وهكذا يثبت اختلاف علماء المالكية في هذه البدعة، وبذلك تنتفي حجة تمالؤ أهل العلم على السكوت عنها.
(٣) ب: يشبه.

<<  <  ج: ص:  >  >>