للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ووجه ذلك الجمع بين فضيلتي الروضة عند المنبر؛ لأنهم قالوا: معنى قوله - صلى الله عليه وسلم -: "رَوْضَةٌ مِن رَيَاضِ الجَنَّةِ" أي العمل فيها يُوصل إِلى روضة من رياض الجنة، كقولهم: الجنة تحت ظلال السيوف، والجنة تحت أقدام الأمهات (١).

ومعنى قوله - صلى الله عليه وسلم -. "ومنبري على حوضي" أن الحضور عنده * وملازمة الأعمال الصالحة عنده تورد الحوض وتوجب الشرب منه، قاله الباجي (٢) وذكره القاضي عياض.

ولما كانت اليمين الفاجرة عنده توجب النار (٣) كان فعل الطاعة عنده يوجب الجنة، بفضل الله تعالى.


(١) التمهيد: ٢/ ٢٨٧.
(٢) المنتقى: ١/ ٤٣٢.
(٣) إِشارة إِلى ما رواه أبو هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "من حلف على منبري كاذبًا فليتبوأ مقعده من النار".
ذكره القاضي عياض في الشفا، وقال نور الدين القاري: رواه مالك وأبو داود والنسائي وابن ماجه. (شرح الشفا: ٣/ ٧١١).
وعن جابر مرفوعًا: "لا يحلف أحد عند منبري هذا على يمين آثمة ولو على سواك أخضر إِلا تبوأ مقعده من النار، أو وجبت له النار".
قال السمهودي: رواه ابن خزيمة وابن حبان والحاكم وصححوه. (وفاء الوفاء: ٢/ ٤٢٧) وأخرجه عبد الرزاق عن ابن جريح قال: سمعت عمر بن عطاء بن أبي الخوار يقول: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "منبري على روضة من رياض الجنة، فمن حلف عنده على سواك أخضر كاذبًا فليتبوأ مقعده من النار، ليبلغ شاهدكم غائبكم". قال حبيب الرحمن الأعظمي: مرسل (المصنف: ٣/ ١٨٢ رقم ٥٢٤١).

<<  <  ج: ص:  >  >>