للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

واختار بعضهم أن يصلي عند الإِسطوانة المخلقة، وتعرف باسطوانة المهاجرين (١)؛ لأن أكابر الصحابة - رضي الله عنهم - كانوا يصلون إِليها، ويجلسون حولها، وتسمى أسطوانة عائشة - رضي الله عنها - للحديث الذي روت فيها "أنها لو عرفها الناس لاضطربوا على الصلاة عندها بالسُّهمان" وهي التي أسرَّتْ بها إِلى ابن أختها عبد الله بن الزبير رضي عنه فكان أكثر نوافله إِليها (٢).

ويقال: إِن الدعاء عندها مستجاب، وهي التي صلى إِليها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المكتوبة بعد تحويل القبلة (٣) بضعة عشر يومًا ثم تقدم إِلى مصلاه المعروف اليوم.


(١) يذكر ابن حجر أن هذه الإِسطوانة هي المتوسطة في الروضة النبوية وهي المقصودة في حديث يزيد بن أبي عبيد: "كنت آتي مع سلمة بن الأكوع فيصلي عند الإِسطوانة التي عند المصحف، قلت: يا أبا مسلم أراك تتحرى الصلاة عند الإِسطوانة؟ قال: فإِني رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - يتحرى الصلاة عندها". البخاري في كتاب الصلاة، باب الصلاة إِلى الإسطوانة. (فتح الباري: ١/ ٥٧) وانظر (مناسك ابن هلال: ٤ أ).
(٢) كذا في (فتح الباري: ١/ ٥٧) وقال: وجدت ذلك في تاريخ المدينة لابن النجار، وزاد: إِن المهاجرين من قريش كانوا يجتمعون عندها وذكره قبله محمد بن الحسن في تاريخ المدينة. وانظر. (الدرة الثمينة ٥٣ أ، مناسك الحربي: ٤٠٤ - ٤٠٥).
(٣) انظر عن تحويل القبلة (وفاء الوفاء: ١/ ٣٦٢ وما بعدها).

<<  <  ج: ص:  >  >>