للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد قال ابن حبيب في الواضحة: واقصد القبر الشريف من تجاه القبلة، وادن منه.

فهذا نص في الأمر بالدنو منه، وإِذا وقف الزائر تحت القنديل المقابل للمسمار كان بينه وبين القبر الشريف الحائط الرخام الذي بناه عمر بن عبد العزيز - رضي الله عنه - لما خافوا على حائط بيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الشرقي، فحفروا الأساس فظهرت قدم أمير المؤمنين عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - فبنى على الحجرة حاجزًا ومن خلفه جدار، ومن خلفه بيته - صلى الله عليه وسلم -، فليس في الوقوف هناك سوء أدب، بل هو موقف الزائرين المشار إِليه في كتب الزيارة.

ففي تحفة الزائر لابن عساكر أنَّ الزائرَ يقف تحت القنديل الكبير الذي من ناحية القبلة، وكذا في تاريخ * جمال الدين المطري (١) وكذا قاله بدر الدين ابن جماعة.

تنبيه:

وإِنما أشاروا إِلى القنديل الذي تجاه القبر الشريف مما يلي القبلة، لأنه لم يكن هناك قبل احتراق المسجد (٢) إِلا قنديل واحد يقابل وجه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -،


(١) ر الطبري، وكذا كلما وردت - وهو تصحيف.
وهو محمد بن أحمد الأنصاري السعدي المدني جمال الدين أبو عبد الله (ت) ٧٤١، تقدم ذكره ضمن شيوخ المؤلف في مقدمة التحقيق.
(٢) احترق المسجد النبوي سنة ٦٥٤ أول رمضان، وسبب احتراقه أن أحد خدمة المسجد الشريف ترك قنديلًا على قفص في مخزن بالجانب الغربي فاشتعل القفص، =

<<  <  ج: ص:  >  >>