للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولما جدد المسجد جُعِل هناك عدة قناديل، قاله جمال الدين المطري، ثم قال: إِن علامة الوقوف مقابل الوجه الكريم اليوم مسمار فضة مضروب في رخامة حمراء، إِذا قابلها الإِنسان ونظر إِلى أساس ما قابلته من الأساس كان مواجهًا للوجه الكريم، وموقف الزائرين اليوم هو عرصة بيت حفصة بنت أمير المؤمنين عمر بن الخطاب - رضي الله عنهما - وكان موقف الزائرين قبل أن تدخل حجر أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - في المسجد عند السارية التي أسفلها الصندوق، ويستدبرون الروضة ويجعلون إِسطوانة التوبة (١) وراء ظهورهم، وهي التي فيها الشباك في هذا الوقت، وهناك، كان موقف الصحابة والتابعين للسلام على النبي - صلى الله عليه وسلم -، وإِذا استدبر الواقف أسطوانة التوبة المذكورة كان موقفه داخل


= وتسرَّبتِ النيران إِلى أمتعة بالمخزن وتعذر التغلب عليها، وقد استولى الحريق على سقف المسجد وتلف ما احتوى عليه. (نزهة الناظرين: ١٦ نقلًا عن القطب القسطلاني). وانظر (طبقات الشافعية، للسبكي: ٥/ ١١٣).
(١) أسطوانة التوبة: هي التي ارتبط أبو لبابة الأنصاري إِليها حين أصابه الذنب، ومنها حل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أبا لبابة لما نزلت توبته في قوله تعالى: {وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [التوبة: ١٠٢]. (أحكام القرآن، لابن العربي: ٢/ ٩٩٨).
وجاء ذكرها في حديث ابن عُمر رضي الله عنهما: "إِن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إِذا اعتكف يطرح له فراشه - أو سريره - إِلى أسطوانة التوبة، مما يلي القبلة يستند إِليها". أخرجه البيهقي (السنن: ٥/ ٢٤٧، كتاب الحج، باب في أسطوانة التوبة). وانظر (وفاء الوفاء ٢/ ٤٤٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>