للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشباك قطعًا؛ لأن مالكًا - رحمه الله تعالى - نقل في العتبية أنها الثانية من القبر.

قال جمال الدين المطري: وروي عن زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (١) - رضي الله عنه - أنه كان إِذا جاء يسلم على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقف عند الإِسطوانة التي تلي الروضة ويستقبل السارية التي فيها الصندوق اليوم.

والشباك الذي حول الحجرة اليوم أحدثه الملك الظاهر (٢) في سنة تسع (٣) وستين وستمائة.

وقد أنكر ذلك العلماء، لأنه أدخل فيه قطعة من الروضة مما يلي بيت النبي - صلى الله عليه وسلم -، وكان ارتفاعه نحو قامتين، ثم رفعه الملك العادل زين الدين (٤)


(١) يقال له: (علي الأصغر) تمييزًا بينه وبين أخيه علي الأكبر، وهو رابع الأيمة الاثني عشر، كان مضرب المثل في الحلم والورع، ولد سنة ٣٨ بالمدينة، وتوفي بها سنة ٩٤. (الأعلام: ٥/ ٨٦، حلية الأولياء: ٣/ ١٣٣، صفة الصفوة: ٢/ ٥٢).
(٢) هو ركن الدين بيبرس - كان شهمًا شجاعًا عالي الهمة معتنيًا بأمر السلطنة، أوقع بالروم والمغول بأسًا شديدًا. استمر ملكه من سنة ٦٥٨ إِلى أن توفي سنة ٦٦٧. (البداية والنهاية: ١٣/ ٢٧٤ - ٢٧٥).
(٣) ر: سبع، وهو تحريف لأن وفاة الملك الظاهر كانت سنة ٦٦٧.
(٤) هذا الملك أصله من سبي وقعة حمص الأولى التي كانت في أيام الملك الظاهر بعد وقعة عين جالوت، وهو من طائفة من التتر تسمى الغويرانية. تولى الملك سنة ٦٩٤، وكان من خيار الملوك وأعدلهم وأكثرهم برا. (ت) بحماة سنة ٧٠٢ نائبًا عليها. (البداية والنهاية ١٣/ ٣٣٨ - ٣٣٩ و ١٤/ ٢٧ - ٢٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>