للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كتبغا (١) حتى أوصله السقف، فالشباك ليس له سلف قديم، ولا عبرة بقول من يحض على أن الزيارة تكون خارجًا عن الشباك، مع نص ابن حبيب وغيره من أئمة المذهب على الأمر بالدنو منه.

فإِذا وقف للسلام على النبي - صلى الله عليه وسلم - فليقف وعليه الخشية والسكينة والتواضع، غاض البصر في مقام الهيبة، كما تفعل بين يديه في حياته، وتستحضر علمه بوقوفك بين يديه وسماعه لسلامك، وتمثل وجهه الكريم في ذهنك، وتحضر قلبك جلال هيبته (٢) وعلو منزلته وعظيم حرمته، وأن أكابر الصحابة ما كانوا يخاطبونه إِلا كأخي (٣) السرار (٤)، تعظيمًا لما عظم الله من شأنه (٥).

قال ابن حبيب: وقد روينا عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "ما من أحد يسلمُ عليَّ إِلا ردَّ * الله عليَّ رُوحِي، حتَّى أرد عليه السلامَ" (٦).


(١) كتبغا: سقطت من (ب).
(٢) ب: جلال رتبته. وانظر (مناسك خليل: ٦٠ ب).
(٣) ب، ر: وعظم حرمته - وانظر (وفاء الوفاء: ٤/ ١٣٩٢).
(٤) ب: وأن أكابر الصحابة كانوا يخاطبونه كأخي السرار.
ومعنى (كأخي السرار): في خفض صوت (شرح الشفا: ٣/ ٧٢٠).
(٥) الآيات الدالة على ذلك كثيرة منها قوله تعالى: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَاعَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} [التوبة: ١٢٨].
(٦) رواه أبو هريرة وأخرجه أبو داود، كتاب المناسك، باب زيارة القبور. =

<<  <  ج: ص:  >  >>