وقد ذكر أبو عبد الله بن الحاج أن العالم ينبغي له أن يحذر غيره من البدع التي أحدثها الزائرون. ومنها طوافهم بالقبر الشريف كما يطاف بالكعبة الحرام، وتمسحهم به وتقبيله قصد التبرك. وقال: "إِن التبرك إِنما يكون بالاتباع له عليه الصلاة والسلام، وما كان سبب عبادة الجاهلية للأصنام إِلا من هذا الباب ولأجل ذلك كره علماؤنا رحمة الله عليهم التمسح بجدار الكعبة أو بجدران المسجد أو بالمصحف إِلى غير ذلك مما يتبرك به سدًّا لهذا الباب، ولمخالفة السنة". - (المدخل: ١/ ٢٥٦ - ٢٥٦). (١) قال النووي: "يكره إِلصاق البطن والظهر بجدار القبر ... ويكره مسحه باليد وتقبيله، بل الأدب أن يبعد منه كما يبعد منه لو حضر في حياته - صلى الله عليه وسلم -، هذا هو الصواب، وهو الذي قاله العلماء وأطبقوا عليه" (الإِيضاح: ١٦٠ - ١٦١) وانظر (نزهة الناظرين: ١٠٩). (٢) الخامس: سقطت من (ر)، (ص). (٣) الحوادث والبدع: ١٤٤.