للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عَشَرَ مَرَّةً وأهْدَى لَهُمْ ثَوَابَهَا كُتِبَ لَهُ مَنَ الحَسَنَاتِ بِعَدَدِهِمْ" هذا معنى الحديث.

وأول المشاهد وأولاها بالتقديم مشهد (١) سيدنا أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه، وهو في قبة (٢) عالية شرقي البقيع بناها أسامة بن سنان الصالحي أحد أمراء صلاح الدين يوسف بن أيوب (٣) سنة إِحدى وستمائة، فتبدأ به رضي الله عنه، لأنه أفضل الناس بعد أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب رضي الله عنهم. واختار بعضهم البداءَة بقبرِ إِبراهيمَ ابن سيدنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. فإِن بدأت بعثمان - رضي الله عنه - فادخل القبة بخشوعٍ وخضوعٍ وإِجلال وإِكرام، فإِنه في قبره حي (٤) بشهادة القرآن العظيم.


(١) الزيارة الشرعية تكون للسلام والدعاء للميت والبدعية تكون لطلب الحاجة منه والدعاء عند قبره أو الدعاء به (فقه الحج لابن تيمية: ١١٠).
(٢) كره جمهور العلماء بناء قبة أو غيرها على القبر (المجموع للنووي: ٥/ ٦٠ دار الفكر بيروت).
(٣) يوسف بن أيوب بن شاذي أبو المظفر صلاح الدين الأيوبي، الملقب بالملك الناصر من أشهر ملوك الإِسلام، كان أعظم انتصار له على الفرنج بفلسطين والساحل الشامي وتلاه استرداد طبرية وعكة ويافا، ثم افتتاح القدس سنة ٥٨٣. وكانت مدة حكمه بمصر ٢٤ سنة وبسوريا ١٩ سنة. (ت) ٥٨٩. (الأعلام: ٩/ ٢٩١، البداية والنهاية: ١٣/ ٧، تاريخ الخميس: ٢/ ٣٨٧، السلوك للمقريزي: ١/ ٤١).
(٤) الشهداء أحياء في برزخهم، أرواحهم في حواصل طيور خضر تسرح في الجنة. =

<<  <  ج: ص:  >  >>