للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

[كتاب اللعان]

هو مشتق (١) من اللعنة التي في الخامسة للزوج لقوله: {لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَيْهِ إِنْ كَانَ مِنَ الْكَاذِبِينَ} (٢). ومن المرأة في الخامسة: {غَضَبَ اللَّهِ عَلَيْهَا إِنْ كَانَ مِنَ الصَّادِقِينَ} (٣). فلما كانت هذه (٤) الدعوتان منهما غلبت إحداهما على الأخرى، فسمي التحالف الذي فيه لعاناً وملاعنة؛ لأن الفعال والمفاعلة أكثر مجيئهما من اثنين فصاعداً. وأصل اللعن البعد والطرد، ومعنى لعنه الله: أبعده من رحمته. وكانت العرب إذا تمرد الشرير منهم طردوه وأبعدوه عنهم لئلا يؤخذون (٥) بجرائره وسموه لعيناً.

قوله (٦): "يلتعن المسلم في المسجد وعند الإمام"، والمعنى: في المسجد بمحضر الإمام، والواو هنا للجمع لا للتقسيم. وأصل مذهب الكتاب أنه لا يكون إلا في المسجد لا في غيره. وقال عبد الملك (٧): في


(١) في م: مشتقة. ولعل هذا ما كان بخط المؤلف كما فى حاشية ز وإن كان ما كتب هناك مخروما، وفي المتن كتب الناسخ: مشتق. وهو الصحيح.
(٢) النور: ٧.
(٣) النور: ٩.
(٤) كذا في النسخ، وصحح عليها في خ، وفي حاشية الرهوني ٤/ ١٦١: هاتان. وهي أنسب.
(٥) كذا في خ وق وع وم، وفي حاشية ز أنه خط المؤلف، وأصلحه: يؤخذوا، وهو الصواب، وهو ما في س. وفي الرهوني ٤/ ١٦١: يؤاخذون.
(٦) المدونة: ٣/ ١٠٦/ ٣.
(٧) ذكر هذا أيضاً في الإكمال: ٥/ ٨٠.