للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٤ - محمد بن أحمد بن أحمد بن رشد (١) (ت: ٥٢٠ هـ):

اعتمد القاضي عياض في الكثير من المسائل الفقهية في كتابه "التنبيهات" على شيخه ابن رشد، وقد تتلمذ عليه بقرطبة قبل أن يرجع إلى سبتة مدرساً وقاضياً. كما وجه إليه أسئلة كثيرة في مشكلات قضائية عرضت له في القضاء، من دقائق الفقه ومتشابه المسائل، ومختلف الروايات (٢).

قال عنه عياض: جالسته كثيراً، وساءلته واستفدت منه، وسمعت بعض كتابه في اختصار المبسوطة من تآليفه يُقرأ عليه، وناولني بعضها، وأجازني الكتاب المذكور، وسائر رواياته (٣).

خامساً: محنته ووفاته:

بالرغم من كثرة الكتابات عن القاضي عياض (٤) فإن بعض فترات حياته وبعض مواقفه ما تزال بحاجة للبحث والنقاش، كعلاقته بالموحدين (٥)، وموقفه من إحياء علوم الدين (٦)، وتوليه القضاء في عهد الموحدين بقرية داي، وسبب موته، وتاريخ دخوله مدينة مراكش، إلى غير ذلك. ولا غرابة في أن يقع الاختلاف بين المؤرخين في بعض الجوانب من حياته، لأنَّ بعض الذين كتبوا عنه في الفترة الأولى للموحدين لا يبعد أن تكون السياسة الجديدة قد شكلت في نفوسهم رقابة ذاتية جعلتهم يحتاطون فيما يكتبون.


(١) انظر ترجمته في الصلة: ٢/ ٧٥٦، الغنية: ٥٤، عيون الأنباء: ٥٣٠، الإحاطة: ١/ ١١٤، المرقبة العليا: ٩٨. الديباج ص: ٢٧٨.
(٢) فتاوى ابن رشد: ١/ ٢٤.
(٣) الغنية ص: ٥٥.
(٤) انظر: أبو الفضل القاضي عياض السبتي. (ثبت ببليوغرافي) فقد جمع فيه ٤٨١ مرجعاً، بين مقال وكتاب كلها تتحدث عن عياض، إما بطريقة إجمالية، أو تفصيلية. للدكتور حسن الوراكلي.
(٥) انظر: التعريف ص: ١١. الاستقصاء: ١/ ١١٦، وانظر: تعليق الأستاذ بنشريفة بهاش التعريف ص: ١١.
(٦) انظر: القاضي عياض وجهوده في علمي الحديث ص: ١١١ - ١١٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>