كتاب التنبيهات المستنبطة على الكتب المدونة والمختلطة

المطلب الأول: معالجة قضايا الرواية - أولا: الرواية الحديثية - ج: مقدمة - ص: 171

"عباس بن عبد الله بن معبد بن العباس، بباء بواحدة وسين مهملة، كاسم جده. والشيوخ يقولون فيه: عياش باثنتين وشين مثلثة، وهو خطأ".

ولابن وضاح في مناقشات المؤلف نصيب غير يسير لأهمية روايته وأهليته الحديثية، فإذا كان قد سلم له كثيراً من التصويبات، فإن جنبه الصواب في بعضها، ولا سيما وقد عرف عنه تجرؤه على الأحاديث وانتقادها. وهو الذي تجاسر - من بين كافة أهل الأندلس - على إصلاح الأوهام الواقعة في رواية يحيى بن يحيى "للموطأ" ورواها الناس عنه على الإصلاح، بينما اكتفى غيره بالتنبيه عليها (١)، وربما أوقعته جرأته في أخطاء، وهي كثيرة محفوظة كما قال ابن الفرضي (٢)، كما ضعف في فقهه ولغته (٣). ومما خطأه فيه المؤلف:

- "قال مالك: ورأيت عبد الله بن الحسن يفعله ... وفي حاشية الكتاب عن ابن وضاح: عبد الله هذا من بني أمية، قال القاضي: وهذا وهم صحيح، فعبد الله هذا هو ابن حسن بن حسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم، شهرته تغني عن ذكره ... ".

ومن العناصر المهمة التي أسهمت في تحقيق النص وبيانه في باب الرواية بيان الأسماء المبهمة في نصوص الكتاب عامة، وهذا أمر جليل لعلاقته العضوية بمدى الثقة في الرأي الفقهي، من ذلك:

- "وقول بعض الرواة في المحلوف بعتقها ... بعض الرواة هنا هو ابن غانم".

---

(١) المدارك: ٣/ ٣٨١، وسرد ابن حارث مجموع هذه الأوهام في: أخبار الفقهاء والمحدثين. انظر: "يحيى بن يحيى الليثي وروايته للموطإ للدكتور محمَّد شرحبيلي: ١٣٦ وما بعدها.
(٢) التاريخ: ٢/ ٦٥٢.
(٣) وصمه بذلك تلميذاه: محمَّد بن عمر بن لبابة وأحمد بن خالد، انظر: أخبار الفقهاء والمحدثين: ١٢٦ - ١٢٧، ٣٠٥ والمدارك: ٥/ ١٧٠.