للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

جده (١) عمرو بن يحيى المازني. وعبد الرحمن في هذا، هو المحكوم له.

وفد ذكر مالك الحديثين في الموطأ (٢)، على ما نصصناه (٣). فدل أن رواية: رجل أصح. ووهم على مالك في المدونة من قال فيه محمد بن مسلمة.

وتأمل قوله في الكتاب: "لو أن رجلاً حفر بئراً بعيدة من بئر جاره كان أحياه قبل ذلك، فانقطع ماء البئر الأول، وعلم أن ذلك من حفر هذه البئر الثانية، أنه يردم البئر التي حفر" (٤).

ذهب بعض الشيوخ إلى التحريم من قوله: وكان إحياؤها قبل ذلك، أن هذه التي حفر فيها آخراً لو كانت هي التي أحييت أولاً لم يمنع هذا من حفر بئر فيها، وإن أضرت بالأول، ولأن هذا أحيى أولاً، ومالك ظاهر الأرض، وباطنها. ولهذا اشترط في الكتاب في مسألة: إن أحيى الأرض التي تقدم حفر البئر فيها كان أولى، ولا التفات عنده على هذا إلى تقديم (٥) حفر البئر [ولا تأخيره، وإنما يلتفت إلى الأرض المحياة أولاً، فهي أحق بكل حال.


= النبي - صلى الله عليه وسلم - عبد الرحمن؛ هاجر إلى المدينة، فآخى النبي - صلى الله عليه وسلم - بينه وبين سعد بن الربيع، وكان ممن يفتي على عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - وعهد أبي بكر وعمر؛ روى عنه ابن عباس، وابن عمر، وبنوه الأربعة: إبراهيم، وحميد، وأبو سلمة، وعمرو، ومصعب، وغيرهم؛ كان من أثرياء الصحابة، وكان من الذين اختارهم عمر رضي الله عنه لاختيار الخليفة من بعده، فقام بالدور المنوط به أتم قيام؛ توفي سنة: ٣٢ هـ، ودفن بالبقيع، وكان مولده بعد عام الفيل بعشر سنين. (انظر التاريخ الكبير: ٥/ ٢٤٠ - ٢٤١، والجرح والتعديل: ٥/ ٢٤٧، والاستيعاب: ٢/ ٨٤٤، ٨٥٠، وسير أعلام النبلاء: ١/ ٦٨ - ٩٢، وتهذيب التهذيب: ٦/ ٢٤٤ - ٢٤٦، والإصابة: ٦/ ٣١١ - ٣١٣).
(١) في ح: جد.
(٢) الموطأ القضاء في المرفق: ٢/ ٢١٨ - ٢١٩.
(٣) كذا في ح، وفي ق: قصصناه.
(٤) المدونة: ٦/ ١٩٦.
(٥) في ح: تحريم.